(كرسي الاتحاد).. هل سينقذ كرتنا؟!

هيا الغامدي

TT

اختتمت كرتنا السعودية العام الحالي 2012م بأسوأ تصنيف لها (126) تراجعت فيه للوراء (14 نقطة)، كما حل منتخبنا بالترتيب 15 قاريا و13 عربيا، وما قبل الأخير خليجيا!!

(التراجع) كلمة أصبحنا نتعاطى معها باستمرار بظل (اللخبطة) الاحترافية و(العك) الكروي وتدنٍ بمخرجات الخطط والاستراتيجيات الموضوعة أما بشكل عشوائي أو متعجل بدليل أن كل المحاولات التي قامت بها اللجان التي شكلت للنظر بأحوال الكرة ومعرفة أسباب تدنيها أهملت (جمدت) من وراء فكر احتكاري يحقر الرياضة فما بالك بتطويرها والسبب نظرة دونية لا أكثر!

الأخطاء داخل المنظومة الرياضية تجمعت لتشكل كرة ثلج حمقاء تكبر كل يوم ألف مرة. مع تعدد المناصب ورئاسة بعض اللجان وازدواجية العمل والبعد عن التخصص، وغياب اللوائح والقوانين وتطبيقها بشكل واضح وصريح على الجميع دون استثناء! والأخطاء المتكررة بالبرامج المعدة والمنفذة من قبل الاتحاد السعودي فيما يخص (الفئات السنية) فلا قاعدة ثابتة من ناشئين وشباب تصدر مواهب يعتمد عليها الأول. وبالتالي أصبحت المخرجات عدم بظل الافتقاد للاستراتيجيات طويلة المدى والفقر من الأفكار التي تمد بالمواهب المستقبلية شحها وعدم الاهتمام بها! وفي هذه النقطة تحديدا تقع المسؤولية على الأندية أكثر وهي التي لا تتيح لا الوقت ولا الفرص أمام مواهبها المستقبلية في ظل بحثها عن الموهبة (الأجنبية) الجاهزة فهي تبحث عن مصلحتها مستبعدة مصلحة المنتخب، والورقة المحروقة (الموهبة الوطنية) مع شح الفرص لإخراج أفضل ما لديها وولوج سوق المنتخب!

تعامل بعض الأندية مع المواهب ي ظل تركيزها على الأجنبي يفوق ما يلقاه مواطن الدرجة الثانية من تعامل، والأسوأ أن المال المهدر على الصفقات الفاشلة كفيل بإعداد جيل يخدم النادي والمنتخب معا سنوات.. (ولكن)؟!

تحول فكر نجوم الكرة الحاليين من التركيز على الأداء الفني للتركيز على القيمة والمردود الماديين وقيمة العقد و(توابعه) من بيت وسيارة وباقي حلقة الدلال المعهود.. والمخرجات (لا شيء)!

شتان بين جيل الكرة الحالي المنزوي تحت مظلة (الاحتراف) مع مخرجاته البائسة وجيل الكرة السعودية الذهبي الذي كان يحرص على الأداء الفني (وحسب) مع تطوير نفسه وتشريف كرة بلاده! لا مقارنة بين جيل صنع الكرة السعودية ودون اسمها بمصاف الدول الأكثر تأثير الجيل الممتد من 1984 - 2007م وبين آخر هدمها. تخيلوا كيف حول الاحتراف فكر اللاعب للمادة؛ ماذا سأجني وكم سأتقاضى.. مستبعدا ما سيقدمه لكرة بلاده!

ويبقى السؤال كيف نوقف ذلك النزيف المستمر في الترتيب؟! في ظل التراجع المستمر بالنتائج والمستويات!! وأين الحلقة المفقودة في خضم كل تلك المعمعة الدائرة رحاها بين النادي والمنتخب، الخطوط الحمراء والطرح الأصفر؟!!

أغلبية الأصوات التي نادت بحل اتحاد القدم هي الآن ترمي بالمسؤولية مجتمعة على الرئيس الجديد (المنتخب) وكأنه وحده من يملك العصا السحرية لتغيير كل شيء! المسألة ليست مناصب بقدر ما هو تفعيل للفكر الرياضي والاستثماري وصرفه بالقنوات الصحيحة فنيا وماليا وإداريا والتركيز على مبدأ (الإحلال) المستمر لرؤساء اللجان وأعضائها والتخصص، وتخصيص الأندية تخليصها من (قراقوش) الرؤساء والشرفيين! والاستعانة بخبرات نجوم الجيل الذهبي كاستشارة وخلاصة خبرة، والاهتمام بالرياضة المدرسية نواة المستقبل.

صدقوني (التجربة.. الميدان.. والنتائج) وحدها كفيلة بالإجابة على التساؤل الذي طرحته عنوانا للمقال وليست المسميات ولا الألقاب ولا (الملكيات).. ألقاكم!!

[email protected]