هل يلتفت «عيد» لهذا الملف؟

محمود تراوري

TT

(عدنان عبد الشكور). ربما قلة من الناس تتذكر هذا الاسم الآن. هو أحد أفراد منتخب الناشئين السعودي الذي حاز كأس العالم للناشئين سنة 1987م إن لم تخني الذاكرة. المهم أن هذا اللاعب الذي كان رقما صعبا بين المدافعين في الملاعب السعودية، ولعب للوحدة مقبلا من المدينة المنورة مع عمه (سمير عبد الشكور)، قبل أن ينتقل للنصر وينهي مسيرته الكروية سريعا بعد أن أخفق في الانضمام للأهلي فيما أتذكر، كان أول لاعب، ابتلع لسانه، في ظاهرة تكررت مرارا في الملاعب السعودية تلك الحقبة.

اليوم ومن بين 68 شخصا شملتهم دراسة، لديهم جميعا علامات على الإصابة بالتهاب الدماغ، كانوا كل من الرياضيين المحترفين أو الهواة المشهورين في مجالات كرة القدم وهوكي الجليد والملاكمة والمصارعة وصارت إصابات الرأس في كرة القدم مسألة متكررة خلال الأعوام الأخيرة بعد حدوث حالات انتحار شهيرة للاعبين مشهورين نتيجة معاناتهم من الاكتئاب الذي يعد أحد أعراض اعتلال الدماغ المزمن.

الدراسة التي نشرتها مجلة «برين» الألمانية كشفت عن أن تكرار الإصابات البسيطة في المخ والتي غالبا ما يتعرض لها الرياضيون يمكن أن تؤدي إلى تردي حالة الدماغ على المدى الطويل وأظهرت الدراسة، أن 80% من الأمخاخ التي جرى تحليلها بعد الوفاة، كان لديهم تاريخ مع الإصابة برضوض بسيطة في المخ، علامات الإصابة باعتلال الدماغ المزمن وهو مرض يؤدي إلى تراجع حالة المخ ويعود سببه إلى التعرض لضربات متكررة في الرأس، مما ينجم عنه فقدان الذاكرة والاكتئاب والخرف وهي كلها أعراض ظهرت كثيرا على لاعبي كرة القدم الأميركية وهوكي الجليد وغيرها من الرياضات.

مع انتخاب المخضرم أحمد عيد رئيسا لاتحاد كرة القدم السعودي، تبدو أمام عيد ملفات ضخمة بحاجة ماسة لفتحها ملفا تلو الآخر، للحاق بـ(المأسسة) و(العصرنة) وأشياء كتلك حتى يمكن لقطار الكرة السعودية أن يعود سريعا للقضبان السليمة التي تقودها في دروب صحيحة. من أعقد الملفات التي ربما قد لا يُلتفت إليها كثيرا، ملف الدراسات والبحوث العلمية، فعهد (الفهلوة) وما إلى ذلك من ممارسات لا يمكن أن يكفل أداء سليما إذا ما رمنا التطلع لغد أفضل، وكرة نظيفة، سليمة وراقية، محتفظة بجماليات الرياضة، ومضامينها الحضارية. (الصحة البدنية) تأتي في مقدمة الأمور المطلوب الالتفات إليها بدءا من سلامة البنية للاعب وهي الإشكالية التي تعاني منها إلى حد كبير - في تقديري - الكرة السعودية منذ أكثر من عقد، مرورا بالتجهيزات، وصولا إلى أسباب الإصابات، وكيفية الوقاية منها.

ترى هل يلتفت الاتحاد الجديد برئاسة عيد لأهمية (وحدة دراسات وبحوث علمية) كضرورة من ضرورات العطاء؟