اليوفي يغرد من دون منافسين حقيقيين

ألبرتو تشيروتي

TT

مبدأ تناوب الأدوار ينطبق على الفرق الأخرى، في الصراع الدائم على الدور المزعوم لمنافس اليوفي، وليس بالنسبة إلى فريق كونتي المستمر في زيادة نقاط تقدمه على خصومه. كنز صغير له قيمته حتى في ما يتعلق بمشوار الفريق في أبطال أوروبا. من التقدم بفارق نقطتين عن نابولي منذ شهر مضى، ثم التقدم بفارق أربع نقاط ثم سبع عن الإنتر، ها هو اليوفي يستقبل عطلة أعياد الميلاد وهو يتصدر الدوري بفارق ثماني نقاط عن لاتسيو، أقرب منافسيه أو بالأحرى الأقل مسافة عنه. وهذا هو التجديد الحقيقي الذي شهدته المرحلة الـ18، أولا لأن لاتسيو لم ينفرد من قبل مطلقا بالمركز الثاني، ثم لأنه الفريق الأقل إحرازا للأهداف بين أول سبعة فرق في الجدول، حتى وإن كان بفضل نتيجة الـ0/1 استطاع التغلب على الإنتر بهدف كلوزه، وعلى سمبدوريا بقيادة المدرب ديليو روسي بهدف هيرنانيز.

وبدلا من الانغماس في حلم الفوز بالدرع التي تغيب عن لاتسيو منذ فجر القرن الجديد، يليق بالفريق التركيز على مركز أكثر واقعية يؤهله إلى المشاركة في أبطال أوروبا. هذا ما لم يفرط اليوفي في فارق النقاط نفسه الذي كان يمتلكه أمام الميلان في عام 2005، عندما اضطر فريق السيدة العجوز إلى الانتظار حتى الجولة الأخيرة من أجل الاحتفال بحسم الدرع، والتي تم سحبها منه بعد ذلك. وبينما سيقوم كونتي بالعمل اللازم للحفاظ على أداء فريقه، ينبغي التفكير جيدا في التقدم نحو المراكز المؤهلة إلى الشامبيونزليغ والانتباه إلى فيورنتينا، الذي يحتل حاليا المركز الثالث محليا، والمستمر في الصعود إلى مراكز أعلى، بتحقيق تقدم قياسي (14 نقطة إضافية) بين فرق الدوري مقارنة بالموسم المنصرم. ومع استعادة خدمات يوفيتيتش، الذي لم يفقد اللعب مطلقا حتى في الخسارة الأخيرة أمام روما، أكد لاعبو الفيولا، الذين عبروا إلى باليرمو على أنقاض الفريق الذي (بلا جدوى) انتقلت قيادته من سانينو إلى غاسبريني، الواقع الأكثر إمتاعا في الموسم الحالي، بفضل العمل الرائع الذي يقدمه المدرب مونتيلا الذي من بين كل المزايا التي يتمتع بها لديه أيضا ميزة القدرة على الاحتفاظ دائما بالهدوء.

كل إشارة بالنسبة إلى ستراماتشوني، المتحمس قبل وبعد التعادل المخيب للآمال على أرضه أمام جنوا، ليست عشوائية لأن مدرب الإنتر، الحساس في التعامل مع النقد، يعاني أكثر دائما مثل فريقه، الوحيد الذي لم يحقق الفوز في هذه المرحلة بين الفرق الستة الأولى. لعب الإنتر لقاء جنوا من دون وجود غوارين الموقوف وكذلك المسافر شنايدر، وعليه من دون روابط مهارية بين خطي الوسط والهجوم. وهو ما أكد أن الإنتر يظهر صغيرا أمام الفرق الصغيرة، مستمرا في سيره عكس اتجاه اليوفي. وهكذا من الانتصارات السابعة المتتالية، والتي توجت بالفوز على يوفنتوس في تورينو والذي جعل الإنتر على بعد نقطة واحدة من حامل اللقب ومتصدر الترتيب الحالي للدوري، إلى المباريات السبع المتتالية التي كانت محصلتها انتصارين وتعادلين وثلاث هزائم: ثماني نقاط فحسب وارتفع فارق النقاط مع اليوفي إلى تسع نقاط، سواء بوجود ثلاثي الهجوم أو غيابه، ولكن بالأحرى مع انخفاض مقلق في الناحية الفنية والبدنية للفريق.

أما نابولي، على العكس، فقد واجه صعوبة في الشوط الأول قبل أن يستعيد نغمة الانتصارات في سيينا بعد هزيمتين متتاليتين، مؤكدا بذلك كونه خصما هائلا للفرق الثلاثة الأخرى التي تسبقه في الترتيب خلف اليوفي، السيد الدائم للبطولة المحلية نظرا للمزايا التي يتمتع بها وكذلك عيوب منافسيه.