رجل وحلم

أحمد صادق دياب

TT

* يجب أن أهنئ أولا الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب، على نجاح التجربة الانتخابية، فقد كانت حلما في مخيلته منذ سنوات، وكثيرا ما كان يتحدث عن ذلك اليوم، ورغم كثير من الشكوك التي كانت تساور الكثيرين حول هذه الرؤية، فإن الأمير كان مصرا على الاستمرار للآخر في هذا الحلم. وأجزم بأن هذا النجاح المميز الذي شهدته الانتخابات أثار الكثير من الذكريات في الأذهان عن الحلم الذي كثيرا ما حدثنا عنه الأمير نواف.

* شكرا أبا فيصل.

* انتهت انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم، وفاز عيد، وتم تشكيل مجلس الاتحاد بالانتخاب الكامل ولأول مرة في المملكة العربية السعودية، ولكن هل هذا يعني نهاية المشوار، والاكتفاء بأننا تجاوزنا مرحلة ودخلنا في أخرى؟ بالتأكيد، إن الإجابة عن هذا التساؤل لا بد أن تكون لا.. فالمشوار أمام الاتحاد الجديد ورئيسه طويل جدا جدا..

* أحمد عيد بالتأكيد لا يملك عصا سحرية، ولا يملك مال قارون لإصلاح أحوال الكرة السعودية، التي تحتاج إلى أكثر من النوايا الصادقة والرغبة في العمل، وصفاء الضمير. الكرة السعودية تحتاج في المرحلة المقبلة إلى تعامل يتماشى مع الواقع، ويتعايش مع الظروف، ويفكر في أسرع الطرق للإنعاش..

* أحمد عيد عاش تجربة ليست بالسهلة أبدا في الإدارة المؤقتة، عانى خلالها الكثير، وتلقى الطعنات الواحدة تلو الأخرى، وأحيانا نيرانا صديقة، رغم هذا كان الرجل قادرا على امتصاص لحظات الغضب والألم، وصبر، وأصر، وأعرف لحظات مر بها «عيد» كان يفكر فيها بجدية وبصوت عال «كل هذا مقابل ماذا؟». ولكنه سرعان ما يعود إلى واقعه ويؤمن بأن هذا هو قدره الذي أراده له الله، وهذه المهمة هي مسؤولية وهو لم يتعود الفرار من المسؤوليات.

* أعتقد أن في أكبر الانتخابات على مستوى العالم، لا يمكن للمرشح الفائز أن يحقق كافة وعوده الانتخابية، وهو الأمر الذي لم يحدث أبدا من قبل، ولكنه مطالب بالتأكيد بتحقيق أغلبها، والمحاولة الجادة لتحقيق ما تبقى، من خلال خبرة عيد الكبيرة، أعتقد أنه يعي تماما ما الممكن تحقيقه، وأجزم بأن الخطوة الأولى لنجاح الاتحاد هو تشكيل اللجان العاملة، فهذه هي الأدوات التي يمكن من خلالها أن تحكم على نجاح الاتحاد من عدمه.. فالقرارات يتم اتخاذها من خلال هذه اللجان، والمسؤولية تقع على الاتحاد.

* من المهم جدا في هذه المرحلة أن نتوحد جميعا من أجل كرتنا، وأن نمنح الاتحاد السعودي المنتخب لكرة القدم فرصة التقاط الأنفاس، وتحسس أقدامه ودراسة الظروف المحيطة ووضع خطط تماشى مع الواقع، وترسم للمستقبل بفكر جديد، أما الضغط الإعلامي الذي يمارسه البعض من الآن فيجب أن يذوب أمام حجم المسؤولية وأمانة المهمة..

* أحمد عيد، وأقولها بملء الفم، هو الرجل المناسب لقيادة المرحلة.. يستأهل أبا رضا...