لاميلا يلفت الأنظار لمهارته وإيثاره

أندريا سكيانكي

TT

مفتاح مباراة روما - الميلان، لو بسطنا وفحصنا، قاع البرميل، يكمن في اختلاف صانعي الألعاب، فمن ناحية يوجد معلم كبير مثل توتي، الذي من الجهة اليسرى يرسم ويبدع ويمرر وينهي الهجمات، وفي الجانب المقابل، مع مهام «المهاجم غير الصريح»، يوجد كيفن برينس بواتينغ، أي لاعب يستمد قوته من قدرته البدنية وليس المهارة الفنية تحديدا. وهكذا حدث أن فريق روما خلق فرصا ولعب وأمتع وسجل، بينما الميلان عانى آلام الجحيم، وبدأ اللعب حينما كان الخصوم قد أنهوا المباراة بالفعل. كانت مناورة فريق روما، بعيدا عن بعض المبالغات، متوازنة إلى حد ما، ففي طريقة 4 - 3 - 3 الخاصة بزيمان، الجميع يعلم ما عليه فعله، والثلاثة مهاجمين في الأمام يتحركون بتناغم وانسجام دقيقين، بينما يرتدي توتي ثياب المخرج في الهجوم، كما هو الحال دائما، بينما قطع أوسفالدو قلبي دفاع الميلان إربا، في حين يمثل لاميلا اللاعب المرن والسريع الذي ينزلق نحو مدافعي الخصم. واللاعب الأرجنتيني يترك انطباعا لمهارته وروعة لعبات بعينها. وعلى المدى الطويل، فاز بالنزال مع نظيره في الميلان، ستيفان الشعراوي.

إذا كان محور مناورة روما مكونا من دي روسي وتوتي (الأول لمس الكرة 103 مرات والقائد 81)، فينبغي تأكيد مساهمة لاميلا في اللعبات الهجومية، حيث قام الأرجنتيني بلمس 38 كرة، ليست كثيرة وإنما «هادفة» دائما. لاميلا بارع في إدراك متى يتعين عليه الانطلاق مجددا والتسريع لتجاوز مدافعي الميلان، ومتى عليه التباطؤ وتمرير الكرة إلى لاعبي الوسط. في هدف التقدم (3-0). كانت تمريرة دي روسي الحاسمة رائعة للغاية، لكن الأرجنتيني كان رائعا بالقدر ذاته والذي سدد كرة قوية قدر ما كانت دقيقة. وخاصة ينبغي ملاحظة تحرك لاميلا الذي اخترق دفاع الميلان، فالقمصان كبيرة عليه، هذا صحيح، إلا أنه يمتلك الأداء المناسب.

المتوسط التهديفي للاميلا لافت للانتباه بالفعل، حيث سدد ثلاث مرات وسجل هدفين، ومع ذلك، فإن اللاعب هو أول من يعرف هذه الحقيقة. كما أن الدقة في التمريرات جديرة بالملاحظة: 15 صحيحة، واثنتان خاطئتان. منحه الكرة أشبه بوضعها في البنك. علاوة على ست مرات قام فيها بتسلم وتسليم الكرة، التي تشهد بالقدرة التي اكتسبها لاميلا ليكون في خدمة الفريق. القيام بالتسلم والتسليم يعني رؤية تحرك الزميل وتقديم الكرة إليه لإنهاء الهجمة، وهي لعبة تضحية إذن. ولا يغيب عن الفتى الشاب الحس الجماعي.

إذا قيل إن الأرجنتيني قد فاز بالنزال مع الشعراوي، فمن السليم أيضا الاعتراف بأن الميلان لم يساعد الفرعون، حيث لمس مهاجم الميلان الكرة 64 مرة، وقام بأربع تسديدات، وكرة عرضية واحدة، وتسلم وتسليم، وتمريرة حاسمة واحدة، وفقد الكرة سبع مرات، واستعاد خمس كرات، وفاز في مواجهتين، وخسر ثلاثا منها. لا يمكن القول إن مساهمته لم تكن موجودة، إن لم تكن البرودة أمام مرمى الخصم، لأن مهاجما مثل الشعراوي لا يمكنه أن يخطئ مراوغة مع غويكوتشيا حينما يكون بمفرده أمام حارس مرمى روما. هو خطأ جسيم، ومسألة أنها لم تكن ليلة مذهلة للفرعون تؤكدها سبع مراوغات فاشلة (وواحدة فقط ناجحة..). ليست هي الهدية الأفضل لجماهير الفريق في أعياد الميلاد، الذين يتعلقون بالفرعون من أجل مواصلة تغذية أحلامهم في إيطاليا وأوروبا.