لم يبق لليوفي خصوم سوى صراع الشامبيونزليغ

لوكا كالاماي

TT

لسنا بمستوى ألفريدو بيندا الذي منحه المنظمون 20 ألف ليرة لإقناعه بعدم الاشتراك في سباق «طواف إيطاليا» للدراجات. وهي الطريقة الوحيدة لجعل السباق العالمي أكثر إثارة للمشاعر. لكن يوفنتوس فقط، وهو أمر واضح للجميع تقريبا، هو القادر على إعادة المنافسة على درع الدوري القابض عليه بين يديه بالفعل. بعدما أدركنا هذا التفوق، والغريب إلى حد ما، لا يبقى سوى الالتفات إلى الخلف، فالجوائز التي تعوض المنافسة مع اليوفي مهمة أيضا، والتي تتضمن المركز الثاني الذي يضمن المشاركة المباشرة في دوري أبطال أوروبا والعائد المادي الضخم من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والمركز الثالث الذي يساوي الدخول إلى الدور التمهيدي للبطولة. منذ عام مضى لم تسِر الأمور جيدا مع أودينيزي، لكن من المفترض أن فرق إيطاليا الكبيرة تنجز مهمة الدخول من باب الخدم لبطولة الشامبيونزليغ التي يروجها الجميع. فقيمة الدوري الإيطالي متوسطة - مرتفعة.

يوجد خلف اليوفي 5 فرق تتزاحم على 5 نقاط، بينما الميلان، المتأخر في الترتيب، ليس بعيدا للغاية إذا ما حسبنا وجود دور كامل للبطولة متاحا أمامه. من الأوفر حظا؟ ربما الإنتر هو الفريق الأكثر صلابة، فقد هزم بوفون ورفاقه في ملعبهم، ولديه لاعبون أصحاب خبرة دولية ومعتاد على التعايش مع الضغوط التي تصاحب المراكز المتقدمة. لكننا بصدد الحديث عن التفاصيل، ولا شيء يضمن ميزة حقيقية للإنتر في مواجهة منافسيه. علاوة على عدم تعبير إنتر ستراماتشوني بعد عن مشروع خططي مقنع، حيث يبدو متمكنا في التغلب على أفكار الخصم أكثر من قدرته على فرض الأفكار الخاصة به. كل هذا بسبب الإصابات الكثيرة وعدم وضوح موقف شنايدر.

فيورنتينا، ولاتسيو، وروما تقدم في الوقت الحالي كرة القدم الأكثر متعة. فريق مونتيللا لديه 14 نقطة مقارنة بالموسم الماضي بعد نفس عدد المراحل بالبطولة، وبه نجم في انطلاق سريع مثل يوفيتيتش وخط الوسط الأقوى بعد يوفنتوس. كما أن لديه ميزة خوض الدوري فحسب، وأيضا إعاقة وجود تشكيل به القليل من البدائل مقارنة بالأحد عشر أساسيا. الحديث ذاته تقريبا بالنسبة للاتسيو الذي يمتلك 11 لاعبا جديرين بالدرع لكن مع مقعد بدلاء متواضع. وينبغي على فريق المدرب بيتكوفيتش، وهو أحد المديرين الفنيين الاكتشاف للبطولة، تقسيم ذاته بين البطولة المحلية والدوري الأوروبي، وهو سبب إضافي ينذر بالخطر. في الموسم الماضي أيضا، تعرض لتراجع في المستوى خلال الدور الثاني بالبطولة. ونظريا، يعد فريق روما هو ثاني أفضل تشكيل من حيث القدرات المهارية والفنية بعد يوفنتوس. ولو فكرتم أنه استطاع السماح لنفسه بترك بطل كبير مثل دانييلي دي روسي على مقعد البدلاء لمباريات كثيرة وأن بوسعه الاختيار بين أوسفالدو والموهوب ديسترو من أجل مركز المهاجم، فستدركون جيدا أننا نتحدث عن تشكيل رفيع القيمة. غير أن فريق زيمان لم يفلح بعد في إيجاد التوازن المناسب بين المباريات المذهلة والأخرى الباهتة تماما، وإذا كان يريد مكانا في دوري الأبطال، فعليه إيجاده بسرعة. يبقى الميلان، وهو غير مكتمل. فلم يكن فريق الميلان بهذا السوء حينما كان يخسر باستمرار ولم يكن رائعا هكذا حينما حقق سلسلة من النتائج الإيجابية. يتحدث برلسكوني وغالياني كثيرا عن المهاجمين لكن ألن يكون من الأنسب تخصيص الاهتمام والاستثمارات لخط دفاع تم ذبحه برحيل تياغو سيلفا ونيستا؟ إن لم يصب الميلان في استهداف صفقاته خلال حملة الشراء الشتوية فمن الصعب أن يقتنص مكانا في أوروبا. كما أن سوق الإصلاح ستشهد في المضمار الفرق الكبيرة كافة، وهي اختيارات ستكون مؤثرة بقوة، وربما حاسمة، في بطولة الدوري هذه. فما بالنا لو فعلها اليوفي.