تركي بن سلطان.. «يرحمك الله»!

هيا الغامدي

TT

بمشاعر ملؤها الحزن والأسى والفجيعة تلقى الوسطان الإعلامي الرياضي والأدبي الثقافي خبر الوفاة المفاجئة لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز (يرحمه الله ووالديه) نائب وزير الثقافة والإعلام والمشرف العام على القناة الرياضية السعودية.

تركي بن سلطان.. ذلك الأمير «المسؤول» الذي تواضع للجميع الصغير قبل الكبير فأحبوه، ووقف بجانب المحتاج سندا وعضدا فألهب حماس الجميع للتوسل لرب العالمين والدعاء له بالرحمة والمغفرة والأجر والمثوبة عن كل الأعمال التي قدمها لوطنه وأبناء الوطن.

تركي بن سلطان.. نزعة إعلامية مبكرة تفتقت منذ بداية المرحلة الدراسية وتبلورت وصقلت مع سنين التعليم والتدريب و«التطوير» الذي كان الهم الأول لسموه، منذ أن درس البكالوريوس ثم الماجستير في أميركا والتي حصد منها ماجستير في الإعلام الدولي في ولاية نيويورك. كان قد ارتبط بالتلفزيون بعد حصوله على فترة تدريب لمدة عام في محطة التلفزيون الأميركية المعروفة «سي بي إس» كممثل لولاية نيويورك في عام 1402هـ- 1982م. ومن بعدها حرص الأمير الراحل على تنمية هذا الحس الإعلامي - الصحافي بالخبرة العملية والتجربة التي ارتبطت بالحقل الإعلامي السعودي كمشرف على إدارة الصحافة في وزارة الإعلام، أو كمستشار إعلامي بها، أو كمساعد للتخطيط، أو كمساعد لوزير الثقافة والإعلام، أو مشرف على القناة الرياضية السعودية.

وعند نهاية السطر الأخير تعمق الأمير تركي في بصمته الاحترافية على الشأن المهني في كل ما يتعلق بالشؤون الرياضية من تطوير في آليات العمل والإخراج والنقل لتمثل لمسته الإشرافية «نقلة احترافية» كما ونوعا في مخرجات القناة الرياضية «الحكومية» التي أصبحت على يده مجموعة قنوات متفاعلة مع الأحداث الكروية الجارية بشكل أكثر مهنية وأكثر احترافية في وقت قياسي وبتوقيت متلاحق، تلك النقلة الكمية والنوعية في آليات العمل التطويري للقناة الرياضية لم تكن مجرد شكل ينظر له بل محتوى يبهر سواء على مستوى البرامج أو البث أو حتى نقل المباريات الحصرية والتي كانت حتى وقت أشبه بالقريب مجرد «حلم صعب المنال» لقوائم المشاهد «الضعيف» أو بالأحرى البسيط!

ولولا الله ثم جهود الأمير الراحل لما انفكت إمكانات تلفزيوننا الرياضي من أزمة الوقوع في مطبات وشرانق اقتناصات محتكري التلفزيون المدفوع!

النزعة الأساسية المصاحبة لشخص سموه في الابتكار والتجديد والحرص على الارتقاء والتطوير كانت تلازمه بكل التكليفات التي ترأس من خلالها العمل في مواسم الحج واليوم الوطني ومهرجانات التراث والثقافة السنوية محليا. ولعل التجربة الأبرز خارجيا ترؤسه لوفد المملكة في تصفيات آسيا للأولمبياد في لوس أنجليس 84م.

ومع هذه السيرة العطرة من العطاءات أدرك كغيري أنها ستخلد بذاكرة الوطن وعلى جبين الأيام عن ذلك الأمير «المواطن» المسؤول تركي بن سلطان بكل ما أودعه بالنفوس والضمائر من قائمة محبة وإعجاب وتقدير لما يملكه من سجايا الفرسان وأخلاقيات النبلاء وشفافية الأنقياء.. فكل التعازي للأسرة المالكة ولزوجته الأميرة جواهر بنت خالد وأبنائه الأمير عبد العزيز والأميرة العنود.. اللهم ارحم عبدك تركي بن سلطان وعافه واعف عنه وبلغه الأمن والبشرى والكرامة والزلفى، واغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، اللهم لا تحرمنا أجره واغفر لنا وله.. اللهم آمين.

[email protected]