عامنا الرياضي.. لم ينجح أحد؟!

مساعد العصيمي

TT

ننتظر أفول شهر ديسمبر (كانون الأول) ذلك الشهر الذي يحمل وداع سنة عشناها.. ولكن ما بالنا تعودنا أن يكون وداعنا حزينا؟! لماذا لا نذكر من عامنا إلا التراخي والتراجع.. وخلاله لا نتحدث إلا عن الانهزامات والنكسات.. وأحيانا الريح والبرد!

كل ما حولنا يتغير باطراد.. لا يتوقف.. إما إلى الأمام أو إلى الخلف.. وقليل من يثبت في مكانه.. نراقب ما يحدث نتطلع من حولنا لعل في الأمر خيرا.. وتظل الأماني هي سبيلنا.. وكأننا لا نعرف أن التغيير نحو الأفضل يتطلب منّا العمل وجهودا أكبر بل فعلا غير عادي لإدراك إيجابية التغيير، بل إدراك التحولات نحو الأفضل في الشأنين المجتمعي والرياضي.. وفهم كيف نجح الآخرون.. كيف اقتحموا الأفضليات وبات لهم اسم يدوي وفعل يضرب به المثل.

في عملنا الرياضي الخليجي ونحن أصحاب الثراء لا تلبث وسائلنا الإعلامية خلال هذه الأيام أن تختزل العام بإشارات تقرأ من ملامحها أننا الأفضل والأكثر إنجازا.. وكأننا جبلنا على التحايل حتى على أنفسنا.. لكن هيهات والأمر بات مدركا ففي شأننا الرياضي.. بكل أسف النتيجة العامة خلال عام منقضي.. لم ينجح أحد.. حتى لو دخل حساباتنا بعض برونز في المحفل الأولمبي العالمي.

لن أركن للخليجي بل سأبحث في السعودي لعل بارقة تفوّق تلوح.. لكن لم يتسن لنا ذلك.. فعامنا وهو يلفظ أنفاسه قد أوجع الرياضة السعودية!.. عفوا بل إن رياضتنا هي من أوجعه.. وحين استفقنا لحسابات الربح والخسارة يبدو أن أوجه التراجع ستفضي لكي نكون مدينين لعامنا.. نعم كان نتاجنا ضعيفا.. وإدارتنا لرياضتنا بليدة ضعيفة.. ناهيك عن أن تعاملنا فيما بيننا لأجلها كان أقل ما يقال عنه إنه سلبي ويرتقي إلى درجة مسيء.

عام أطل بشيء من تفاؤل لكنه سيغادر بوجه كله غيظ وحيرة، عام تلاطمت فيه الإثارة الممجوجة والتراشقات الكيدية.. وركن للتنافر والعدائية والتعصب، عام مضى من تاريخ الرياضة السعودية وأخذ نصيبه سلبا من عمرها البالغ القصر.

كنّا نتمنى أن نقف حيال الأخطاء لنصلحها.. لكن هيهات فهناك من يصر على الخطأ ويرفض كل من يريد العلاج، وأردنا أن نحتفل بالمنجزات، وحتى تلك التي قد أدت إلى التوافق والتآلف بين الأندية والرياضيين ومسؤولي الرياضة والإعلام عبر جمعية كرة القدم وانتخاباتها الرائعة.. لكن هي مضت سريعة ولم تمهلنا لكي نحتفل بفعلها الجميل، وكأنها تجسد ما قاله الشاعر والفيلسوف الألماني غوته: «قل للحظة العابرة تمهلي قليلا فما أجملك» ومع ذلك نقر أن للحظات التراجع والانهزام في رياضتنا وقعا أقوى لا سيما أن ألمها يطول من فرط قلة حيلة ولا نعرف كيف نخرج من عباءتها؟!.

رحيل عام وحضور آخر قد يعني لنا أن عاما قد أضيف لحيواتنا.. وفي الرياضة السعودية أن عاما من التراجع قد زاد من ألمنا.. نعم هي سنة جديدة أضيفت لقوائمنا العمرية.. لكنها لم تدخل ضمن حسابات الخبرة والتقدم؟!.

عفوا.. قد أكون قد أسهبت في كثير من السوداوية.. لكن هي الحقيقة.. لكن لندعُ الله أن يمنحنا الكثير من المتغيرات الإيجابية خلال عام مقبل.. والأهم أن نواجه الإطلالة الجديدة ببعد نظر لعله يعيد لرياضتنا بعض ألقها.. بعدما باتت تتبوأ مراكز متأخرة خليجيا وآسيويا ودوليا؟!

[email protected]