هل يستمر النصر؟

مسلي آل معمر

TT

حظي فريق النصر بإشادات واسعة طوال الجولات الماضية من الإعلام والمحللين الفنيين، وقد تجاوزت تلك المدائح التي أرى أن البعض بالغ فيها أقول تجاوزت ما تلقاه الفتح متصدر الدوري وما وجده الرائد والفيصلي اللذان وصلا إلى ما وصل إليه النصر في مسابقة كأس ولي العهد. صحيح أن نتائج الأصفر في المباريات العشر الأخيرة ليست جيدة فحسب بل ممتازة، ومن حق المشجع البسيط أن يتفاءل ويحتفي بها، وذلك لأن النتائج هي المعيار الرئيسي الذي يقيس من خلاله المشجع مدى رضاه، لكن يظل لدى الإداري والفني والناقد معاييرهم الخاصة التي ينبغي أن يبنوا أحكامهم عليها، وذلك مثل مستويات المنافسين، الأداء الفني للمجموعة، إضافة إلى تفاصيل العملين الفني والإداري.

أعتقد أن المدرب كارينيو مع اللاعبين قد توافقوا إلى درجة كبيرة وتفوقوا على أنفسهم وعلى الظروف على الرغم من الأوضاع المادية الصعبة التي يمر بها النادي وغياب الرئيس طوال المباريات العشر الماضية، والحقيقة أن تجيير التفوق النتائجي لطرف دون آخر من الطرفين فيه ظلم، فاللاعبون كانوا يشتعلون حماسا داخل الملعب، فيما يظهر أن المدرب قد لامس الجرح الذي يشكو منه الفريق منذ سنوات، وهو التهيئة النفسية للاعبين والقرب منهم.

وهنا يبقى السؤال المهم.. ما الذي تغير في النصر؟.. من وجهة نظري أن هناك أسبابا بسيطة للتغير.. وهي أن حراسة المرمى في المواسم الماضية كانت نقطة ضعف وتحولت هذا الموسم إلى نقطة قوة، كان الفريق سابقا لا يستفيد من الكرات الثابتة، وأصبح الآن يسجل أغلب أهدافه عن طريقها، كان مدربه عجوزا متقاعدا لا يتحرك من مقعده، والآن يقود الفريق مدرب شاب وطموح يتفجر حيوية ونشاطا، كما يضاف إلى ذلك الظروف الخارجية المتمثلة في غياب الأندية الكبيرة عن مستوياتها وغرقها في مشكلاتها. أما عدا هذه المتغيرات فلا أرى تغييرا جوهريا على مستوى العناصر، فمانسو وشوكت لا يختلفان عن ميرسير وبيتري ورزفان وماكين، كما أن حسني وآيوفي لا يختلفان عن غالي وفيقاروا وباسكال والمطوع، فيما قد يكون كارينيو امتدادا لمواطنه ديسلفا.

أقول: إذا نظر النصراوي المتفائل إلى النصف الممتلئ من الكأس فإنه سيقول إن النتائج جيدة والمدرب ناجح والمنافسين غارقون، وفرصة الفوز هذا الموسم ببطولة تعتبر كبيرة، وهذه قراءة فيها من الصواب الشيء الكثير، بينما إذا نظر النصراوي المتوجس إلى الجزء الفارغ من الكأس فإنه سيقول: إذا لم تسدد الإدارة الالتزامات المالية المتأخرة 7 أشهر للمدرب واللاعبين مع دفع قيمة صفقة باستوس ومقدمات العقود فإن حماس اللاعبين والمدرب قد ينفد ويعود الفريق إلى المربع الأول.

أخيرا: أعلم أن الجمهور في هذا الوقت لا ينتظر إلا كاتبا يتغنى بفريقه، لكنني قررت أن أترك ذلك إلى ما بعد تحقيق البطولة، لأنني لا أرى النصر جميلا إلا وهو يتزين بالذهب.