الهولنديون ضمان الميلان بعد رحيل البرازيليين

أليساندرا بوتشي

TT

فلنعد بالزمن إلى الوراء، إلى حقبة ماضية، في فترة قيادة المدرب أريغو ساكي للميلان؛ ذلك الفريق الذي جعل برلسكوني معروفا في عالم كرة القدم. وكان فريقا يخلو من اللاعبين البرازيليين لكنه كان ثريا بأقوى اللاعبين الهولنديين في تاريخ كرة القدم الهولندية. وهكذا نشأ الميلان تحت رئاسة برلسكوني، بقليل من اللاعبين الإيطاليين وقليل من الهولنديين. ووصل اللاعبون البرازيليون إلى الفريق بعد ذلك ولم يكونوا حاسمين دائما.

وسيُقال ولا اللاعبون الهولنديون أيضا كانوا حاسمين. ويكفي تذكر الميلان تحت قيادة كابيللو، الذي كان يسيطر عليه اللاعبون الهولنديون الأقل فاعلية. وكان اللاعب الفذ في تلك الفترة كلايفرت، بينما كان هناك أمور قليلة جديرة بالمناقشة فيما يتعلق بالمهارات الفنية. لكن، الباقي في المسألة برمتها ليس مؤثرا. لكن، جدير بالذكر أنه كان يوجد أيضا لاعبون برازيليون ليس لهم دور فعال في مصير النادي. والعكس صحيح، حيث إن أسماء أفضل اللاعبين الهولنديين ترتبط بانتصارات باقي عناصر الميلان بشكل غير قابل للانفصال؛ مثل الهولندي فإن باستن وغوليت، لكن أيضا سيدورف وفان بوميل في الدرع المحلي الأخير. وكان جميع الهولنديين على قدر المنافسة مع كاكا وديدا وكافو وروبينهو وربما باتو. حيث يتمتع الجميع بالصلابة والضراوة بخلاف فان باستن. وهنا يمكن القول إن اللاعبين الهولنديين يمثلون ضمانا من أجل الميلان وتعتبر عملية العودة إلى اقتناص المواهب في هولندا مؤشرا على قصة ستستمر. ويشعر اللاعبون الهولنديون في الميلان وكأنهم في بلادهم، فالميلان بالنسبة لهم يعتبر ضمانا للكفاءة والانتصارات ورؤية المستقبل ووفرة الأموال.

وكان العبقري الهولندي شنايدر لاعب وسط الإنتر ليمكنه الانتقال إلى ميلانيللو حيث معسكر تدريب الميلان، لكن الظروف الحالية لا تسمح بتكرار حالة - سيدورف. وسيفعل كلايفرت، الذي أخفق كلاعب والآن يدرس كمدرب مع فان غال، كل ما بوسعه للحصول على فرصة ثانية وهذه المرة كمدرب. وأثار الميلان إعجاب المدرب الهولندي هيدينك وتخلى عن هونتيلار، لاعب الميلان السابق وهو لاعب هولندي آخر ربما يعود بضمانات تختلف عن تلك التي كانت في مغامرته الأولى (حيث كان يُعهد إليه باللعب كظهير ولم يكن أقوى لاعب في الأداء). إذن، ساد في ثقافة الميلان الطابع الهولندي، كما يرى اللاعبون الهولنديون معسكر ميلانيللو كمحطة الانطلاق. والآن، يوجد في الميلان الهولندي إيمانويلسون ودي يونغ (المصاب، لكنه قبل أن يتعرض للإصابة كان على وشك أن يصبح نقطة ثابتة في الفريق) واللذان بإمكانهما ضمان الاستمرارية في الأداء. ومن الممكن أن يصل إلى الميلان ستروتمان، أحد أفضل اللاعبين في كرة القدم الهولندية، والذي يصل من نادي إيندهوفن مثل غوليت ويتم اعتباره على أنه خليفة فان بوميل في الملعب لكنه أكثر مهارة وبراعة. ومع كل هذه الوثائق، من الصعب عدم العثور على الطريق المفتوح على مصراعيه نحو الانتصارات.

وليس كل اللاعبين الهولنديين هادئين وليس جميعهم منظمين. لكنهم يتمتعون بقدر من المهارة والاستمرارية في الأداء والمرونة وهو كل ما تحتاجه كرة القدم المعاصرة خاصة وإن كان يساهم في توضيحها مدرب قدير مثل أليغري. ولا يتكلف الهولنديون مبالغ قليلة، لكن لا ينبغي عليهم القيام في كل مرة برحلات طويلة للغاية للوصول إلى بلادهم كما أنهم يتأقلمون بسهولة مع الجو المحيط. وليس كل اللاعبين الهولنديين فان باستن، ولا بوغاردي، المدافع الذي ظل في ذهن جماهير الميلان كرمز على صفقات الشراء الغريبة والقوية. ويتم اعتبار اللاعبين الهولنديين برازيليي أوروبا إلا أنهم هولنديون.