المدربون في دورة الخليج

عادل عصام الدين

TT

أكتب بعد انتهاء جولة واحدة من جولات دورة الخليج لكرة القدم بالبحرين «خليجي 21»، وأخصص هذه السطور للمدربين؛ حيث لفت الأنظار تفوق مدربين خليجيين في هذه الجولة (مدربا الإمارات والعراق) على حساب المدربين الأجانب باستثناء غوران الذي يقود منتخب الكويت، وكانت منتخبات الإمارات، والعراق، والكويت «على الترتيب» قد تفوقت لعبا ونتيجة، وظهرت بمستوى رائع، وأخص بالذكر منتخبي الإمارات والعراق؛ فالأول جذب المتابعين بعرضه الجذاب متفوقا على الفريق القطري القوي، في حين تفوق الثاني على منافسه السعودي القوي وأحد أبرز المرشحين للفوز بالبطولة. فور انتهاء الجولة، تكرر الحديث في مثل هذه المناسبات حول من هو الأفضل للكرة الخليجية: المدرب الخليجي أم المدرب الأجنبي؟! ولأن الجولة شهدت تفوقا للمدرب الخليجي، فكان من المتوقع أن ترتفع أسهم المدرب الوطني، وتزداد نسبة المطالبين بضرورة منح المدرب الخليجي الفرصة لقيادة الفرق الخليجية، وكانت أكثر الأصوات الغاضبة سعودية - قطرية؛ ذلك لأن الفريقين خسرا الجولة الأولى بعد أداء باهت ضعيف فاجأ المراقبين والمتابعين والجماهير. هذه الضجة تعيدني إلى ما سبق أن تناولته في كلمة سابقة، حين تحدثت كيمياء العلاقة عن معادلة التفوق؛ لأن المسألة ليست مجرد مواطن أو أجنبي بقدر ما هي مجموعة عوامل تلعب دورا كبيرا في نجاح أي مدرب، بغض النظر عن الجنسية، وإن كان للمدرب المواطن ميزات ترجح كفته، تلعب ميزات أخرى كثيرة دورا في ترجيح كفة المدرب الأجنبي، أهمها الخبرة العريضة والاطلاع والتفرغ. وإذا كان تفوق اللاعب يعتمد على معادلة القدرة والجهد والظروف في كل مباراة، فإن هذه المعادلة تنسحب حتى على المدرب ذاته، ومن هنا يحقق المدرب المواطن الفوز مرة أو أكثر، ويحقق الأجنبي الفوز مرة أو مرات، وما زالت الكفة تميل لصالح الأجنبي لقلة عدد المدربين الخليجيين المتفرغين. أزعم أن التفوق في كل مباراة؛ بل في كل بطولة يعتمد على هذه المعادلة: الكفاءة أو القدرة + الجهد + الظروف.

وإذا كانت الكفاءة غالبا ترجح الكفة الأجنبية، فإن المدرب المواطن يعتمد في تفوقه على عامل الجهد؛ حيث تكون للجوانب النفسية والعقلية الأثر الكبير في هذا السياق، ويرتفع معدل تعاون اللاعب مع مدربه، ويكون الانسجام في أعلى درجاته، علاوة على أهمية اللغة في مثل هذه الحالة، ولا أتصور وجود من ينكر أهمية اللغة المشتركة في العلاقة بين المدرب ولاعبيه.

ثمة نقطة أخرى مهمة تقف إلى جانب المدرب المواطن الخليجي، خصوصا في ظل نقص الخبرة أو بالأحرى محدودية الكفاءة، ألا وهي «التقارب» في الفكر؛ حيث تتقلص الهوة أو الفجوة بين المدرب ولاعبيه، بدليل أن عشرات المدربين الأجانب فشلوا فشلا ذريعا في الملاعب الخليجية رغم إنجازاتهم العالمية.

قد يفوز المدرب الخليجي؛ لكن فوزه لا يعني أنه الأفضل، وأعترف أن أمام المدرب الخليجي الكثير لكي يفرض نفسه، وفي الوقت نفسه لا بد أن تعمل الاتحادات الخليجية على مساعدة المدرب المواطن على صعيد نسبة الكفاءة والعدد في الوقت نفسه.

[email protected]