ستراماتشوني.. موهبة تدريبية تتعرض لخطر الاحتراق

لويجي جارلاندو

TT

تحدث موراتي رئيس الإنتر عن حكم مباراة أودينيزي الذي لم يرق لستراماتشوني قائلا: «كان حكما جيدا ولم تنته المباراة بهذه الصورة بسبب الحكم». ومن المبالغ فيه أن نصف هذه التصريحات بأنها أول خلاف علني بين موراتي ومدرب الإنتر الشاب، لكن كل إشارة تأتي في وقت الأزمة يكون لها دوي كبير. لقد تعامل موراتي مؤخرا مع بينيتيز وغاسبريني اللذين أصابهما الضعف بسبب غياب الدعم الفني اللاعبين والدعم الجماهيري (بسبب الدفع بـثلاثة لاعبين). ولا ينطبق هذا على ستراماتشوني الذي أراده موراتي وأيده بود كبير. وإذا كان المدرب الشاب يمثل حلم الإنتر في مستقبل باهر ومشروع طويل الأمد، فقد حان وقت إنقاذه ودعمه بقوة كبيرة لأن فشل الإنتر هذا الموسم سيؤثر على الجميع ويفقدهم مصداقيتهم. ويحتاج ستراماتشوني للدعم على كافة الأصعدة وأولها الصعيد الفني. وقد أكد موراتي قبل يومين أن النادي «لن ينفق كثيرا في سوق الانتقالات الشتوية». ويمكننا أن نتفهم المبررات المتعلقة بالميزانية، لكن وضع الفريق الحالي يجب أن يغير من خطط الإنتر. فلو أن ستراماتشوني حظي خلال الصيف الماضي بواحد من بين لوكاس أو لافيتسي اللذين وعده بهما النادي ثم تركهما يرحلان إلى باريس، ولو أنه تمكن من تعديل طريقة 4/2/3/1 من خلال إشراك شنايدر كقلب مثلث هجومي، لتغير شكل وأداء الفريق منذ بداية الموسم. لكنه وجد لديه عددا من لاعبي الوسط الذين لا يجيدون التقدم الهجومي واضطر للتعامل مع هذا الوضع وتخلى عن فكرة الهجوم بثلاثة لاعبين ليعدل من طريقة لعبه إلى 3/5/2، لكنه يحتاج الآن إلى لاعب مهاري لمنح الفريق القدرة على المنافسة. وهو يحتاج على الأقل إلى صانع ألعاب (لودي) ولاعب خط وسط متميز (باولينهو). وفي ظل الوضع الحرج يصبح من الضروري الإسراع بعقد الصفقات المؤجلة إلى سوق الانتقالات الصيفية. ولا تكفي عودة المصابين. فلا يوجد أي معنى لإكمال الموسم بلاعبين مثل كامبياسو أثبتوا في مباراة أودينيزي أنهم بدأوا مرحلة النهاية على الصعيد البدني. ولن يتمكن من تحقيق أقل الإنجازات المتاحة سوى فريق يتمتع بالأداء الخططي المقنع والمستوى الفني والبدني الجيد. وينبغي تجهيز هذا الفريق على الفور. ويعرقل وجود الكثير من اللاعبين كبار السن من مسيرة الإنتر بأكمله، مثلما يعرقل وجود عدد كبير من الطلبة غير الأكفاء تعليم الفصل بأكمله. يجب أن يتمتع ستراماتشوني بحرية في زيادة الأحمال التدريبية لغوارين وبيريا دون أن يخشى من تأثر وإصابة اللاعبين الأكبر سنا بذلك. إن كرة القدم التي يؤديها ستراماتشوني تحتاج للكثافة والقوة وعندما يجدهما يبدع الفريق مثلما حدث أمام اليوفي في تورينو. ولو أن هناك لاعبين أكثر شبابا وبدائل أكثر لأستمر أداء الإنتر الجيد لفترة أطول. لقد تدرب زانيتي في عطلة أعياد الميلاد في الأرجنتين، لكن كرة القدم ليست ماراثون الجري والتدريبات يجب أن تكون جماعية. ولو أن فريق الإنتر أقام معسكره بعد العطلة يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) وليس الثاني من يناير (كانون الثاني)، ربما ظهر بشكل أفضل أمام أودينيزي على الصعيد الخططي والبدني وتجنب غياب كيفو وميليتو. ويستطيع موراتي مساعدة ستراماتشوني من خلال التقليل من أهمية الحرس القديم في الفريق لحساب الجانب الفني. لقد تدخل ستراماتشوني وحاول تبرير الخطأ الذي ارتكبه النادي بالتخلي عن شنايدر، موضحا أن رحيله كان «قرارا فنيا»، ثم ألقى بمسؤولية الهزيمة الأخيرة أمام أودينيزي على التحكيم. وهي أمور يتولاها الإداريون في الفرق الأخرى. وإذا أتيح لستراماتشوني، الذي يدرب لأول مرة في الدوري الإيطالي وهو في سن الـ36، أن ينشغل فقط بالملعب وأتيح له فريق جيد يستطيع تطبيق أفكاره، فسوف يكسب الإنتر كثيرا وستظهر براعة مدربه الشاب بشكل أفضل.