«خليجيا».. الوطني يكسب الأوروبي!

هيا الغامدي

TT

بعد جولتين من «خليجي 21» المقامة - حاليا - على أرض البحرين تكون قد اتضحت بشكل شبه نهائي صورة الفرق المتأهلة للمرحلة الخطرة المؤهلة للمرحلة الأخطر، ففي المجموعة الأولى انتزعت الإمارات البطاقة الأولى ببسالة وجدارة، وفي المجموعة الثانية اختطف العراق البطاقة الأولى بمنتهى الأريحية والتفوق، وهنا سأتوقف قليلا!

المنتخب الإماراتي بهذه النسخة منتخب «يحترم» حقيقة، منتخب «متعوب عليه» مدروسة تحركاته «السنية»، يسير بحذر وتتابعية احترافية تدريجية جميلة، وهو الذي يشرف عليه المدرب «الوطني» الإماراتي مهدي علي، وهو بالأساس مدرب المنتخب الأولمبي ومنتخب الشباب، والمجموعة الحالية التي ضمها تدرجت إلى أن وصلت «بمعيته» إلى الأول. انظروا الآن ماذا يقدم منتخب «الأحلام للإمارات.. نتائج باهرة وأداء مشوقا!».

من جهة ثانية، يقود العراق بهذه النسخة «مدرب وطني» حكيم شاكر، خلفا للبرازيلي زيكو الذي تخلى عن منصبه لدوافع مالية. انظروا ما الذي يصنعه أسود الرافدين من «إرهاب» فني كروي بالمجموعة الأقوى، وهو مدرب سبق له تدريب منتخب الشباب تحت سن 19 وتحت سن 22.

الشاهد أن المدرب «الوطني» في هذه البطولة تحديدا هو «راعيها»، وهو الذي يقدم أجمل المستويات بين أروقتها ووراء كواليسها كصناعة، عطفا على تشبعه الهرموني بكيميائية التواصل والإدراك، لكونه يعلم تماما «من أين تؤكل الكتف الخليجية»!

والمدرب الخليجي هو من يكسب الأوروبي خليجيا، وأتوقع كقراءة مبكرة لتفاصيل البطولة أن النهائي، وربما أحد طرفيه، سيضم هوية «وطنية» عطفا على ما أظهره المنتخبان الإماراتي والعراقي إلى الآن من مستويات ونتائج باهرة! فهما يقدمان كرة قدم سهلة وممتعة تستحق المشاهدة والاهتمام، حتى من المشاهد المحايد البعيد! نأتي إلى الفرق الستة الأخرى التي يتولى تدريبها «أوروبيون». هذه النسخة المخرجات نتائج شبه خواء، ومستويات لا تسمن ولا تغني من جوع، ليست بالشكل ولا الكم المطلوب، ولا «الإقناع» موجود، وهو تلك الأرض المستحيلة التي ما وطأتها أقدام الهولندي رايكارد إلى الآن حتى مع تحقيقه الفوز «الاعتباري» أمام منتخب سهل وشرفي بشكله ومخرجاته كاليمن!

منتخبنا صراحة لم يقدم مستوى يلغي سقطة البداية أمام العراق، ولا جملة الإخفاقات المتتالية للأخضر؛ بل قدم عرضا باهتا تماما! تمنيت من اتحاد القدم الذي جدد الثقة في المدرب مجددا لو أنه اعتمد طاقما تدريبيا «وطنيا» في هذه البطولة تحديدا، خصوصا من المدربين الوطنيين الذين سبق أن أشرفوا على المنتخب أو حتى الجيل الشاب كانطلاقة جديدة تبث الدعم النفسي للاعبين بشكل أقوى من مدرب يرمي باللائمة عليهم، وتلك الجملة المعهودة «مشكلة الكرة السعودية في..»، وكأنه شخص أتى للتقييم والانتقاد فقط، وإلا أين هي حلوله الإدراكية لأغلب مشكلات الكرة السعودية؟!

منتخبنا حقق البطولة هذه ثلاث مرات، ثلثاها مع مدربين وطنيين كالخراشي محمد وناصر الجوهر، بينما الثالثة ضربة حظ مع مواطن رايكارد ابن جلدته فاندرليم! أدرك تماما حقيقة المثل القائل: «أعط الخبز لخبازه»، لكنني لم أدرك بعد جدوى الإبقاء على قناعات «قد»، فالكرة السعودية هي من سيحصد النهاية! لقاءات الجولة الثالثة أغلبها «ديربيات»، فبالتوفيق لمنتخبنا مع الكويت في الديربي الأقوى والأكثر أهمية و«حساسية». الفوز ضروري للقفز على حاجز الكويت، لكن هل ما قدمه المنتخب وما يدخره رايكارد كفيلان لتخطي الند الأقوى فنيا وتاريخيا و«نفسيا» كالأزرق الكويتي؟ أتمنى!

[email protected]