«إذا سبح القيطون فقد هم بالسرقة»

مساعد العصيمي

TT

استخدمت هذا العنوان مارس (آذار) الماضي، وكان المقصود به بعض كتاب مدعين.. يسرقون كل لحظة ظهور لاستعراض خوائهم، وكأنه الأفضل وهم لا يدركون أن فحواه فيها إشارة عليهم من فرط سوء يحملونه.

وخلال دورة الخليج الجارية الآن في البحرين بدا أن القيطون قد سبح كثيرا خلالها من خلال عدد لا بأس به من القيادات الرياضية التي ما فتئت ترمي التصريحات جزافا.. حتى أدركنا فحوى اللعبة التي يرمون إليها.. وأحدهم من فرط تصاريحه وقذفه التهم الرنانة يمنة ويسرة.. لم يعلم أنه قد كشف نفسه وعراها لأننا أدركنا أنه يبحث عن سرقة الأضواء.. والـ«الشو» كما يريد فلم يلبث أن تقص من ذلك، وقلل من الآخر بل ورمى بسوء القيادات الرياضية الأخرى من خلال اتفاقها معه على اللؤم تجاه قيادي خليجي كروي فاقهم مرتبة وحضورا.

لن نطيل في استعراض ألمنا، لأن ذلك أمر قد اعتدناه من خلال فارغ القول، الذي يتردد كثيرا خلال الدورة وللأسف يحدث ممن ننتظر منهم رسم خطوط التطوير والرقي، بل ودعم التلاقي الأفضل بين أبناء الخليج الواحد لكن هيهات وهم يتسابقون ليخطفوا «المايكات» حتى لو كانت تنتمي لمواقع أو إذاعات لم يسمع بها أحد.. المهم الحضور وسرقة وقت مهم من الدورة.. وكأنه لم يشبع من ذلك أو في الفعل نشوة لا يستطيع الرقاد من دونها.

قد يعتب القارئ الكريم على كاتب هذه السطور، حينما بحث فيما كثر طرحه وابتعد عن الأهم وهو ما يخص مواجهة السعودية بالكويت التي ستجرى اليوم وأشير إلى أنه من فرط حضور الثرثارين وغثائهم فقد أنسونا الوقع الكبير للمواجهة.. كيف لا وتلك الشخصيات الثرثارة قد نقلت المنافسة من داخل الملاعب إلى مقرات إقامتهم.... ويا لسوء حظنا، ونحن الذين كنا نرى في المواجهة الكبرى منطلقا لكثير من الإثارة والمتعة.. أما اليوم فالإثارة أو البثارة - على حد رأي صديقي القصيمي - فيما يتبارى فيه أولئك من سوء الاتهامات والانتقاص.

أستعيذ من الشيطان وأتحول إلى المباراة لأقول: «إنها لن تعبر عن واقع تنافسي كبير في ظل العطاءات الضعيفة التي قدماها.. لذلك فمن غير المنطقي أن نرشح أحدهما على الآخر والسبب أن لا هوية ظاهرة.. ولا قدرات فاعلة.. حتى في الجانب الفني فشخصية المدربين الخبيرين قد تبعثرت حتى كادا أن يكونا أقرب إلى المتفرجين خلال المباريات السابقة من كونهما مديرين فنيين.

ما نتمناه أن يدحض الكبيران السعودي الأخضر والكويتي الأزرق ما كتبناه ليعبرا عن شكيمة عالية ترضي بعض تطلعاتنا.. ورغم أماني كل منا بفوز بلده.. إلا أننا نعدكم بأن لا نغضب حين الخسارة إذا ما كان هناك عطاء مرضي.. فقط نضيف كي نحصل على إمتاع أفضل بأن يلجم الإعلاميون أصحاب الصوت المزعج بعد المباراة، لأننا سئمنا سرقة الأضواء.. وليدعوا القيطون مكمما يبحث عن من يطلق لسانه.. ولا يجد من يفعل ذلك؟!

[email protected]