أفضل أداء للميلان وسمبدوريا يأتي في الشوط الثاني

هيا الغامدي

TT

عمليا، يبدو الشوط الأول والثاني عبارة عن دورين مختلفين كما لو كان بعدا آخر، حيث يظهر الميلان في الشوط الأول من أي مباراة غير متوازن في تحركاته وتمريراته ويعمل على إيقاعات من الأداء متراجعة. لكن، في الشوط الثاني، يوجد نوع من التوازن حيث يكون متحفزا، فيركض ويفكر ويعمل على إيقاعات تجعله جديرا بالحصول على لقب الدوري المحلي. وهناك تأكيدان على كل هذه الأمور، حيث يتعلق التأكيد الأول بالنقاط؛ فإذا ما حسبنا نتائج الأشواط الأولى في الدوري الإيطالي، سيكون لدى الميلان منها 19 نقطة وسيكون بالفعل الفريق قبل الأخير في ترتيب الدوري المحلي. لكن، إذا أخذنا في اعتبارنا فقط نتائج الشوط الثاني، فسيكون عدد النقاط التي حققها 41 نقطة وقد يتصدر الميلان الترتيب مع منافسه اللدود اليوفي. ويتعلق التأكيد الثاني بعدد الأهداف التي قام بتسجيلها، حيث سجل تسعة أهداف في الأشواط الأولى و27 هدفا في الأشواط الثانية. أي إن 75% من الأهداف التي تم تسجيلها (أيضا بالكؤوس) كانت بعد فترة الاستراحة ما بين الشوطين. ولا يمكن أن يكون كل هذا محض الصدفة.

وما الأسباب وراء كل هذه الأمور؟ وهو سؤال حيوي بالفعل، ومن المهم الإجابة عنه. ومن الصعب التركيز على سبب واحد على وجه الخصوص. وسنناقش دون أدنى شك الجانب النفسي لأن اللياقة البدنية موجودة. وإذا لم تكن اللياقة البدنية على هذا النحو، فبوضوح لم يكن ليؤدي الميلان بهذا الشكل في الشوط الثاني من اللقاء. إذن، إنه أمر منطقي. ويمكن أن يرجع السبب إلى متوسط الأعمار المنخفضة بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة، في ضوء غياب الصور المرجعية التاريخية (رينو غاتوزو وكلارنس سيدورف والكثير من اللاعبين الكبار الآخرين) ورحيل اللاعبين الأفذاذ في وقت واحد وبالتالي تركيبة فريق ظل دون قائد، حيث ينزل الفريق كثيرا (لكن، لحسن الحظ دائما أقل مع مرور الوقت) إلى أرض الملعب خائفا، تقريبا دون الروح المتحمسة، كما لو كانت قد أفرغت من الحامض النووي للاعبي الميلان الذي تم عمله في سنوات. هذا لأن القائد أمبروزيني وأبياتي، من بين اللاعبين الكبار في السن الذين ظلوا في الفريق، قد تحدثا أكثر من مرة عن «التصرف الخطأ».

وعلاج هذا الأمر سهل. بمعنى أن سبب التردد والخوف واضح بطريقة أو بأخرى، لكن ليس هناك مضاد للقضاء على المتاعب. ويحتاج فريق الميلان إلى مزيد من الوقت كما يؤكد دائما القدير أليغري مدرب الميلان، الذي حاول أيضا أن يكون طبيبا نفسانيا لفريقه على قدر ما يستطيع. وغالبا ما يكون العلاج ببساطة عبارة عن بعض التحفيز والصرخات في الفريق في فترة الاستراحة ما بين الشوطين. وتلك الدوافع أيضا محفزة. لكن، في سياق متصل، كانت الخمسة أشهر الأولى في الموسم مليئة بالانطلاقات التي تواجه عائقا، حيث أصبحت المباريات على الفور شاقة، لأن إحدى خصائص الميلان في هذا الموسم هو المضي متأخرا وليس العكس. وحدث هذا الأمر 11 مرة من أصل 19 مرة. ولم تكن صحوات فريق الميلان كثيرة؛ فكانت أربع صحوات، اثنان منهما قادا إلى التعادل (في مباراة باليرمو ونابولي) وانتصاران (كاتانيا وتورينو). وسيواجه الميلان اليوم نظيره سمبدوريا وستكون نوعا من «ديربي الأشواط الثانية»، نظرا لأن لاعبي سمبدوريا أيضا يهاجمون بقوة في الشوط الثاني. ويحاول الميلان مجددا استخدام سلاحه الأكثر قتاليا، سلاح الربع ساعة الأخيرة الذي قاد إلى تحقيق الميلان 15 هدفا من أصل 36 هدفا تم إحرازها في شباك الخصوم.