ما هكذا تورد الإبل.. يا عدنان

مساعد العصيمي

TT

أحترم جميع الزملاء في القنوات الفضائية الخليجية المتناثرة لأجل تغطية أحداث دورة الخليج.. ومن بينها القناة العزيزة «دبي».. لكن جدير أن نقف على بعض العلل كي نعود متصافين متحابين.

ما أنا بصدده في هذه القناة التي عرفتها عملية موضوعية تبحث عن الحقيقة ولا شيء غيرها أنها قد ارتكبت متناقضة كبيرة، عبر مذيعها الزميل عدنان الحمادي، فحواها أنها لم ترض أن يغوص الشيخ طلال الفهد في أعماق المنتخب الإماراتي أو حتى يمتدح أفراده، فكيف لو انتقص أو «....»؟!.. وبعد حديث الأخير حذر الحمادي من أن مثل ذلك لا ينطلي على الإماراتيين.. وهو يوجه رسالة قوية بأن منتخب الإمارات خط أحمر.. وما فهمته أنا وغيري أنه لا سماح أبدا بنقد اللاعبين أو مدحهم قبل خوض المنافسات.. كما هو الحال في دورة الخليج.

وقبل هذا التداخل.. كان الزميل العزيز يفتح كل الأضواء الخضراء لنقد المنتخب السعودي والنيل من لاعبيه.. ويحدث هذا تحديدا قبل انطلاق البطولة وأثناءها.. بل إن برنامجه أصبح محل رد لكل ما يصدر سعوديا.. بل تجاوز ذلك إلى الغوص سلبا أكثر منه إيجابا في العمل السعودي والمنتمي له إعلاما واتحادا.

السؤال الذي يطرح نفسه بعد تلك الوقفة الصامدة من الزميل عدنان: هل لحم المنتخب الإماراتي حرام.. ولحم المنتخب السعودي حلال؟!.. هذا ما أردنا الإجابة عنه من الزميل قبل القناة التي أرادت أن تكون حاضرة في المحفل فاستحقت أن تكون فاعلة.

ما علينا من هذا، لكن ما هو أهم: لماذا بات تقييم العمل الكروي السعودي هو الركن المتاح الأضعف خليجيا؟!.. ولماذا أصبح بمقدور أي منتم للإعلام أو محلل زائر أن يغوص في هذا المنتخب.. وبمقدوره أن يحلل فيه ويحرم وينتقص.. وأحيانا يسفه ويشتم؟!.. هل بتنا من الوضاعة أنه لا سبيل لنا في الذود عن كرتنا والمنتمين لها؟!

قد يقول قائل إن نشر الغسيل من قبل منتمين لهذه الكرة عبر الفضائيات غير السعودية بات سبيلا وحاضرا بقوة لنيل المشاهدين.. وأقول وأمري لله أوليس في هذه القنوات الخليجية من هو حكيم حصيف يمنع سوء القول والغوص في ما هو غير لائق حتى لو كان مثل الذي رفضه الزميل عدنان من الشيخ طلال؟!

حكاية المنتخب السعودي ولاعبيه حكاية متناثرة في الاستوديوهات، ولأجل تعميقها والخوض فيها بقوة فلا بأس من الاستعانة بالمدّعين انتماء للإعلام السعودي أو أولئك الذين جعلوا من أنفسهم محللين من الذين توغر صدورهم ضيقا وتعصبا تجاه من لا ينتمون لهم تشجيعا محليا. ما بال كرة السعودية ولاعبيها أصبحوا علكا في فم كل من أراد شهرة أو لؤما؟!.. الأمر ليس فقط ما حدث مع الزميل عدنان.. بل يكاد يكون حاضرا عبر كل المنقول فضائيا عن الدورة، حتى من بعض المنتمين للعمل التلفزيوني السعودي، فهم يشبعون المجال لؤما، وعليه فهم يمنحون الآخرين الجرأة للنيل من كل ما هو كروي سعودي.

أجزم بأن ما يحدث هو الغثاء كله، فليس بمقدور أحد أن يختلق أو يمس فردا من منتخب آخر.. ولنا في الصحيفة القطرية والمدرب الإماراتي والاعتذار الشهير عبرة.. أما ما هو سعودي فبإمكان معد ومقدم لقناة محترمة كـ«أبوظبي» أن يطلق تصريحا بالأمس أن مدرب المنتخب السعودي يؤكد التداخل في عمله.. ثم ماذا؟ الخبر غير صحيح.. والسبب أن كرة السعودية باتت جدارا قصيرا..!!

[email protected]