المنافسة باتت بين اليوفي ولاتسيو ونابولي

ألبرتو تشيروتي

TT

إن نتيجة اليوفي في المباراتين الأخيرتين كافية للشك في أن طاقاته قد أوشكت على الانتهاء، وإن لم يكن الأمر كذلك فماذا يحدث إذن؟ فلم يكن من عادات فريق كونتي خوض مباراتين، أمام سمبدوريا وبارما، بحصد نقطة واحدة بدلا من ست نقاط. والحديث عن أزمة يمر بها فريق السيدة العجوز سيكون مبالغا فيه، كما كان كذلك اعتبار الموسم قد انتهى حينما كان يحتفل القائد بوفون وزملاؤه بقدوم عام 2013 بفارق ثماني نقاط أكثر من لاتسيو في المركز الثاني. وفي هذه الأثناء، تقلص رصيد اليوفي في التقدم على منافسيه في سباق الدرع الإيطالية إلى ثلاث نقاط فقط أكثر من فريق بيتكوفيتش، مع وضع في الاعتبار التزامه بخوض مباريات دوري أبطال أوروبا.

وقبل أن نخوض في المشكلات التي يواجهها الفريق المتصدر، علينا الإشادة بالأفضال الكبيرة لصحوة لاتسيو الحالية بعد التعادل السلبي في تورينو، بفارق تسع نقاط أقل من يوفنتوس. وخلال سبع مباريات نجح في انتزاع ست نقاط الفارق، والصعود من المركز الخامس إلى المركز الثاني، بتسريع تقدمه بأربعة انتصارات متتالية أمام الإنتر وسمبدوريا وكالياري وأتلانتا. وكل ما سبق، رغم ضمه أسوأ هجوم بين الفرق السبعة الأوائل، بشهادة فريق محايد، علاوة على دفاعه الذي يحتل المركز الثالث في الدوري، وذلك من خلال قدرته في الاستفادة من أهداف كلوزه وزملائه، من دون أن يتيح لأحد اللحاق به أو السقوط أمام أي فريق.

وكما هو الحال دائما، لم تكن قفزة لاتسيو، الذي حصد 19 نقطة في أول 10 مباريات ثم أضاف إلى رصيده 23 نقطة أخرى في المباريات العشر التالية، لتكفي حتى للحاق بالفريق المتصدر ما لم يتعثر اليوفي ذاته في مسيرته بالدوري الإيطالي. وفي الواقع، بعد حصول اليوفي على 28 نقطة في أول 10 جولات، أضاف إلى حصيلته 17 نقطة فقط في الجولات التالية، مع ذكر هزيمته في ثلاث مباريات. ولا تشير تلك الأرقام لانخفاض أداء اليوفي مع غياب هداف كبير من نوع تريزيغيه فحسب، ولكن أيضا إلى الكثير من الأسباب الأخرى مثل استنفاذ الطاقات في دوري الأبطال وقلة تعطشه للفوز مقارنة بالموسم الماضي، مع خسارة الوعي اللاإرادي من أجل الانطلاق الجيد من جديد، فضلا عن ارتكاب أخطاء فردية كبيرة ابتداء من خطأ حارس المرمى بوفون عند دخول الهدف الأول في مباراة سمبدوريا الماضية، علاوة على إصابات اللاعبين مثل كييلليني واقتراح كونتي الخاطئ أثناء المباراة الماضية في الهجمة التي حققت لفريق بارما التعادل.

وسيحكم الزمن إذا كانت طاقات اليوفي على وشك الانتهاء بالفعل، أم أن العمل بعد عطلة أعياد الميلاد نجح في إعادة شحذ الطاقات في انتظار الانطلاق النهائي، كما فعل الموسم الماضي. وفي الواقع، نذكر أيضا توقفه حينها بعد نتيجة (1 - 0) في ليتشي في مطلع شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بالفوز بثلاث مباريات فقط من العشر مباريات التالية، والتعادل في أربع مباريات زاد من أسهم تجاوز الميلان لخصمه صاحب اللقب. ومن ناحية، تطمئن هذه السابقة يوفنتوس، ولكن من ناحية أخرى تشجع ركض لاتسيو ونابولي أيضا الذي نجح في قهر باليرمو بثلاثية نظيفة، من دون توقيع كافاني على الأهداف كما لم يحدث معه من قبل أبدا في هذا الموسم، لتسليط الضوء مرة واحدة بقدر أكبر على أفضال المدرب البارع والتر ماتزاري. وتبدو المنافسة على الدرع الإيطالية بين ثلاثة فرق، خاصة إذا تم إلغاء عقوبة انتزاع نقطتين من نابولي على خلفية التلاعب في نتائج المباريات، مع وجود الإنتر المحتمل بدوره معكرة صفو الاحتفالات. بينما يعد باب التنافس على مكان في دوري أبطال أوروبا المقبل مفتوحا أمام الجميع. حتى وإن كان الميلان، بالتعادل السلبي الأول أمام سمبدوريا، فشل في تجاوز روما، بالابتعاد عن نابولي في المركز الثالث بفارق تسع نقاط تعد أكثر من أن تمكن الميلان من حلم الصحوة اليائس.