(الإمارات والعراق).. الأفضل والأجدر!

هيا الغامدي

TT

يسدل الستار الليلة على آخر مباريات «خليجي 21» بالمنامة، باللقاء الختامي الذي سيجمع المنتخبين الإماراتي والعراقي، الأفضل فنيا وتكتيكيا وانضباطيا وعناصريا في الدورة الحالية! منتخبنا السعودي ودع مبكرا التجمع الخليجي بخروج مذل وقاس أمام المنتخب الكويتي، الذي ما لبث أن لحق بالأخضر منطقيا، حيث لم يقوى على مقصلة (الأحلام) الإماراتية - تلك التي داعبت بطموحها عالي السحاب كسمو وبياض بهذه النسخة الأشبه بإنجاز أبوظبي 2007م!

الأبيض الإماراتي بمباراته ضد أزيرق الكويت، تعامل منطقيا وعمليا مع الحاضر، واستشرق المستقبل بما يملكه من أدوات شابة مشرقة، ولكن الأزرق الكويتي تاه في دروب الماضي وجملة الألقاب الخليجية، فنسي الطريق إلى المرمى، ووضعته البطولة في أجندة نسيانها بالنهائي!

حتى المنتخب المستضيف البحريني، عايش الحلم الخليجي للرمق قبل الأخير، بقيادة مدربه كالديرون، وعصفت بطموحاته ركلات (الحظ)، وخانت أقدام تمنت تحقيق الأعجاز الخليجي ولو مرة! البحرينيين يُشكَرون على أدائهم المشرف وعلى كرم الاستضافة وحسن التنظيم والاستقبال!

قطر، كانت أول المنتخبات (الشجاعة) التي اتخذت قرار إقالة المدرب وتسريحه تسريحا جميلا (وديا)، والاستعانة بالمدرب الوطني بعد جملة الإخفاق في «خليجي 21». أعتقد أن مشكلة العنابي الحالية، كعناصر وقوة فنية، ليست ببعيدة عن مثيلتها في السعودية، فالعنصر الأجنبي المتفوق على نظيره (المحلي) أضر كثيرا بالمنتخبين العنابي والأخضر، بدليل أغلبية التهديف، والصناعة تحمل الهوية الأجنبية في المسابقات المحلية، وعلى رأسها الدوري!

قرار إقالة ريكارد الذي يحسب للاتحاد السعودي الجديد، أول القرارات الصائبة في الاتجاه الصحيح الذي اتخذ عن طريق (الانتخاب) والتصويت للأغلبية، وفك الارتباط بالهولندي الذي جعل أواصر المنتخب فنيا مفككة وشبه ضائعة، وجملة خروج (فضائحية) بعد كل استحقاق، أعظمها ما خلفته المشاركة في «خليجي 21»!

فإذا صح ما كشفت عنه المصادر القريبة من المنتخب بخصوص آلية تعاطي المدرب الهولندي مع اللاعبين وكيفية تدريبه للمنتخب، فهذه جريمة لن تغتفر بحق كرتنا السعودية، تتحمل وزرها إدارة المنتخب المصاحبة لريكارد، (فالشرهة) على من يدرك الأخطاء ويسكت عنها، وإن لم يدركها فالمسألة أعظم! فهي تعتبر شريكته في الإخفاق والتدهور الذي حل بالمنتخب صراحة!

ومع الأجدر والأفضل ينبغي لنا إنصاف الكرة المستحقة التي قدمها الأبيض الإماراتي والأخضر العراقي، وهما اللذان ظهرت بهما علامات النبوغ المبكر منذ الوهلة الأولى، فلهجة الحضور الفني كانت على أشدها منذ البداية وأفرزت العلامة الكاملة في كل مباراة لعبها المنتخبان.

والمتتبع لمسيرة العراق والإمارات، يجد جملة التدرج والتصاعد الفني والعناصري المبهر كأسماء فاعلة مثلت المنتخبين في الدرجات السنية المختلفة، ناشئين وشبابا وأولمبيا، بمعية المدربين الوطنيين مهدي علي إماراتيا، وحكيم شاكر عراقيا!

كقناعات وكأفضلية وكاستحقاق بين ثنائي الوجه الختامي لبطلي النسخة الحالية 21، أرى وأتمنى الفوز للمنتخب الذي سار على النهج الواضح الصحيح (الأبيض) للنهاية، كخطى وكسحنة شابة عناصرية تدعو لمستقبل أفضل وأكبر كتمثيل قاري وحضور دولي متوقع متى ما استمر على ذات الوضعية المثالية المبنية على قاعدة وأساس قويين، بل بنية تحتية صلبة!

صدقوني.. إقالة الجهازين الفني والإداري للمنتخب ليست العلاج الناجع الوحيد لجملة إخفاقات الكرة السعودية، يجب ألا نشخص القشور (الأعراض) ونهمل المسببات، فجملة الإعياء المزمن لكرتنا تبدأ من الداخل.. القاعدة.. الفكر.. (الصناعة) ومن ثم التصدير والتدوير والإخراج.. وسلامتكم!