أفضل من سابقاتها!

عادل عصام الدين

TT

هل كانت دورة الخليج لكرة القدم «خليجي 21» أفضل من دورات الخليج الماضية ؟

أجيب بنعم. والحقيقة أن ثمة «خلط» في هذه المسألة ذلك أن اللعبة مثلها مثل كثير من المجالات لا يمكن أن تعود للوراء، فقد ارتبطت كرة القدم بالعلم واستفادت كثيرا من التقدم المذهل وكان لا بد لها أن تتقدم أيضاً، ويكمن الخلط في كون كثيرين لا يفرقون بين مستوى التقدم في اللعبة ومستوى الإثارة أو مستوى التقارب، أي التكافؤ وأظن أن بعض الدورات السابقة شهدت مستوى عاليا من التكافؤ ومستوى مرتفعا من الإثارة وهنا يكمن الفرق، ثم إن عدد النجوم أيضاً قد لا يكون ذا تأثير كبير، لأن اللعبة اتجهت للجماعية على نحو ملموس جدا، وإذا كانت هذه الدورة شهدت تفوقا للمدرب الوطني، بل لمدربين على وجه التحديد حيث تفوق الإماراتي مهدي علي، والعراقي حكيم شاكر فإن الواقع أكد أن الكرة الجماعية تطورت بشكل مذهل، وهو أمر متوقع في ظل تقدم الكرة في العالم أجمع ولم يعد منطقيا أو مقبولا أن نقول إن اللعبة لم تتطور، وقد وضح أن المباريات كانت أسرع والمهارة الجماعية أعلى والمساحات ضيقة والضغط على المنافس قوي وبتمكن على أعلى مستوى، كما أن مستوى الإعداد البدني كان مرتفعا للغاية.

ولو عدنا للوراء واستطعنا مشاهدة بعض المباريات الخليجية القديمة لاكتشفنا هذا الفارق الذي أعنيه وأتحدث عنه في هذه السطور، مؤكدا أن كرة القدم وغيرها من اللعبات لا يمكن أن تعود للوراء أبدا، حتى لو لم تظهر بعض الفرق بمستوى يعكس إمكاناتها الحقيقية مثل الفريق السعودي الذي ظهر بمستوى أقل، قياسا بإمكانياته ولو كان ظهرت فرق السعودية وعمان وقطر بمستوى أفضل لكان مستوى الإثارة والتكافؤ أفضل بلا أدنى شك.

وتعكس عناصر المنتخب الخليجي الذي تم اختياره، تفوق لاعبي الإمارات والعراق والكويت والبحرين. مبروك للمتفوقين. ولا شك أن القائد الحركي عمر عبد الرحمن يستحق لقب أفضل لاعب في البطولة.