لن تسلم يا رئيس!

مسلي آل معمر

TT

إذا كان الأمير نواف بن فيصل يعتقد أنه قد (افتك) من كرسي الاتحاد السعودي لكرة القدم الساخن؛ فأعتقد أن هناك خطأ ما، صحيح أن اتحاد كرة القدم هو المسؤول عن إدارة المنافسات في السعودية، وعن نتائج المنتخبات، لكنه بالتأكيد ليس مسؤولا مسؤولية كاملة عن مخرجات الأندية، ولا عما يحدث فيها من عبث، فالأندية تنتخب رؤساءها عن طريق الجمعيات العمومية، أو تكليفات الرئيس العام لرعاية الشباب، والإداريون والمدربون يتم اختيارهم عن طريق مجالس الإدارات، وهؤلاء جميعا هم من يقدمون لنا مخرجات الأندية للمنتخبات.

لا أظن أنه يمكننا عزل الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن اتحاد القدم، فكلا الطرفين مكمل للآخر، فالطرف الأول يملك المنشآت والأندية والميزانيات، بينما يظهر الطرف الثاني مشغلا للمنافسات ومشرعا ومنفذا للوائح والأنظمة، مستمدا قوته من «فيفا»، وكنت أقول سابقا: إنه لا يمكن لكرة القدم السعودية أن تتطور وتحقق نتائج مرضية على مستوى المنتخبات إذا ما بقيت الأندية على حالها، وهنا بالإمكان أن نخلق مجالا تنافسيا جديدا بين رعاية الشباب، عن طريق أنديتها والاتحاد السعودي لكرة القدم عن طريق منتخباته، فإذا ما تمكنت الأندية من تحقيق الإنجازات القارية فهذا يعكس تطور العمل في إداراتها، وهو ما يعني أن رعاية الشباب تقوم بدورها الحقيقي في تطوير العمل الإداري في الأندية، بينما إذا تمكنت المنتخبات من تحقيق المنجزات، فربما تكون دلالة على حسن توظيف الاتحاد، وأجهزته الفنية والإدارية لمخرجات الأندية وحصد النجاحات.

وفي هذا السياق وحتى هذه اللحظة، لا تبدو في الأفق أي بوادر لظهور فكر جديد، يغير واقع الكرة السعودية، والدليل هو إقالة ريكارد، وذلك على طريقة ما يطلبه الإعلاميون والمشجعون، وبنسخة كربونية من طريقة الاتحادات السابقة، فأنا أعتقد أن المشكلة أكبر من ريكارد بكثير، وهي متعلقة بالوضع العام للكرة السعودية، وشح المواهب وانقراض اللاعبين الحقيقيين، وهذا الأمر لا يستطيع ريكارد عمل أي شيء تجاهه، بل لو أتى مورينهو لتدريب المنتخب السعودي، فلا أظنه يستطيع صنع شيء مختلف عما صنعه ريكارد، لكن يبدو أن الاتحاد أقال المدرب لإطفاء غضب الإعلام والجمهور، وكأننا لا نعاني إلا من سوء مدرب المنتخب.

أعود إلى رعاية الشباب، واتحاد القدم فأقول: هما أشبه بعنصرين مهمين في فريق واحد، بل إن رعاية الشباب تمثل صانع الألعاب، عن طريق دعم أنديتها للمنتخبات باللاعبين، ويمثل اتحاد القدم بمنتخباته رأس الحربة، الذي يستثمر جهد وإعداد الأندية ليضع الكرة في مرمى الإنجازات. فهل يتحرك صانع الألعاب؟ ويحرك معه المهاجم الصائم عن التهديف؟..أم سنستمر في مشاهدات المباريات المملة جدا؟