صراع الإنتر وروما.. النكهة الرائعة لكرة القدم

لوكا تايديللي

TT

إنه الصراع الجميل في كرة القدم الإيطالية. المنافسة بين الإنتر وروما تشبه أحد الأعمال التلفزيونية التي لا نهاية لها. وخلال الـ10 أيام المقبلة ستشهد هذه الملحمة الطويلة، المتهمة في آخر موسمين بانخفاض نسبة المشاهدة، ثلاثة فصول مهمة ما بين الدوري وكأس إيطاليا.

هذا لدرجة أن الإنتر سيظل خمسة أيام في العاصمة روما، إنه ليس معسكرا عقابيا بل «لوجستي». وما إن تم التأكد من حتمية اللعب في الاستاد الأولمبي مرتين خلال أربعة أيام حتى اختار المدرب ستراماتشوني تجنب عودة فريقه إلى ميلانو في فجر غد الاثنين ثم العودة إلى روما مرة أخرى يوم الثلاثاء، عشية مباراة ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا. ومن المحتمل أن تتم التدريبات في منطقة فلامينو.

والأمر المضحك في هذه الفترة من الملحمة المستمرة هو أن الإنتر يتدرب حاليا على يد مدرب منحدر من مدينة روما لم يتلقى حتى الآن سوى الصفعات من فرق العاصمة بينما يجلس على مقعد مدرب روما شخص حظي دائما بتقدير رئيس نادي الإنتر موراتي. يذكر أن إجمالي المشاهد الرئيسية في قصة الصراع بين روما والإنتر هو 188 مشهدا (بما في ذلك نهائي بطولة كأس الاتحاد الأوروبي عام 1991) ولكن خلال التسع سنوات الأخيرة ازدادت كثافة الكيد بين الطرفين من خلال نوع من الاحتكار الثنائي ما بين الدوري وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالية. وذلك لا سيما خلال الفترة من عام 2006 وحتى عام 2010، تلك المرحلة التي أحنت فيها فضيحة التلاعب بنتائج المباريات أقدام اليوفي وكذلك الميلان ولاتسيو بعض الشيء. مبارزة كانت فيها الغلبة من نصيب الإنتر الذي نجح ثلاث مرات في حسم الصراع على الدرع لصالحه مع روما، بينما تمكن من انتزاع بدهاء الكأس الإيطالية من بين أيدي لاعبي روما ثلاث مرات من إجمالي خمس، فيما كانت للإنتر السيادة في ثلاث مباريات من إجمالي أربع خلال تحديات كأس السوبر الإيطالية.

وقد رصد نهائي كأس إيطاليا عام 2005 بداية حقبة تفوق الإنتر بعد سنوات من الحرمان، مثل نهائي كأس إيطاليا عام 2010 حينما حقق نادي موراتي الثلاثية. تجدر الإشارة إلى أنه في 12 يونيو (حزيران) 2005 حجز اللقب من خلال الفوز بلقاء الذهاب في الملعب الأولمبي بثنائية أدريانو. فيما حسم لقاء الإياب ركلة ثابتة عن بعد لعبها ميهايلوفيتش. وبعد 12 شهرا كانت الغلبة أيضا للإنتر في نهائي كأس إيطاليا: 1-1 في روما و3-1 في ميلانو. وفي عام 2007 التقى الفريقان للمرة الثالثة على التوالي في نهائي كأس إيطاليا ولكن هذه المرة أدار روما المعركة لصالحه: 6-2 في الذهاب ثم كانت نتيجة مباراة الإياب 2-1 للإنتر ولكن دون جدوى. ثم أخذت البطولة شكل المباراة الواحدة في النهائي، على ملعب الاستاد الأولمبي أيضا. وفي عام 2008 كان روما صاحب الكلمة العليا بنتيجة 2-1 (مكسيس وبيروتا وبيليه). وبعد أربعة مواسم من احتكار الإنتر وروما لبطولة الكأس حدث توقف بسيط في عام 2009 غير أن الصراع تجدد مرة أخرى في الموسم التالي عندما قاد الأرجنتيني ميليتو الإنتر للفوز بهدف دون رد في 5 مايو (أيار) 2010. في ذلك اللقاء فقد توتي صوابه وأعاق بالوتيللي من الخلف مما اضطر الحكم إلى طرد قائد روما.

ونظرا لأن الإنتر وروما احتكرا أيضا الصراع على الدرع الإيطالية خلال تلك الفترة، كان من الطبيعي أن يتنافس الطرفان على كأس السوبر الإيطالية: في عام 2006 كانت الكلمة للإنتر (4-3 في الوقت الإضافي) وفي عام 2008(8-7 لصالح الإنتر بضربات الجزاء) وفي عام 2010( 3-1 للإنتر تحت قيادة المدرب بينيتز). فيما انتزع روما كأس السوبر في عام 2007 بفضل دانييلي دي روسي.