إنهم يكابرون جدا!

أحمد صادق دياب

TT

* المتباكون على «لبن المنتخب المسكوب» كثيرون، نشاهد لمعة أعينهم في التلفزيون، وآهاتهم الضاحكة بتشف تختبئ بين سطور ما يكتبون. أضحك كثيرا عندما يتحدثون، ويمثلون الألم، من أن المنتخب كان بطلا لكبرى قارات العالم، وذهب إلى كأس العالم و.. و.. و.. ثم يبدؤون في جلد المسؤول بقسوة متناهية، على الرغم من أن عقلهم الباطن يشعرهم بأن دورهم فيما يحدث للكرة السعودية يتعدى دور المتفرج كثيرا، فقد كانوا بعضا من معاول الهدم؛ لكنهم يكابرون في تقبل ذلك الواقع.

* ليس من العيب؛ بل هو من الطبيعي، أن تخسر في كرة القدم – أحيانا - وتؤثر تلك الخسارة في المعنويات والثقة في الذات، لدى الجميع.. المشكلة في أننا لم نستفد ونتعلم من التجارب السابقة في كيفية التعامل مع المراحل الصعبة في كرة القدم.

* أدوار البطولة والشجاعة التي يحاول البعض تقمصها على شاشة التلفزيون تضحك الكثيرين، وتجعلهم يبدون كمهرجين يحاولون أن يلعبوا دور عنترة في فيلم عن الفروسية.

* اليوم أمام الاتحاد السعودي لكرة القدم الكثير من الأعمال الشاقة، وهي ليست شاقة فحسب؛ بل مضنية جدا، لمساعدة كرة القدم السعودية على الوقوف على أرجلها من جديد، وممارسة الركض نحو الهدف بدقة أكبر، وبسرعة كبيرة.

* أولى هذه الخطوات المهمة التي يجب على إدارة الاتحاد اتخاذها بلا تردد هي تشكيل لجنة جديدة للمنتخبات، ربما تكون تحت إشراف مباشر من رئيس الاتحاد نفسه، المهمة الأولى التي تضطلع بها هي بلورة الأساليب الإدارية المتبعة في المنتخبات السعودية، ووضع آلية واضحة ومواصفات خاصة للعاملين مع المنتخبات السعودية، مع تحديد نمطي للمهام الوظيفية، فلا يكفي التفكير في إيجاد شخص كفؤ، ومن ثم نخترع له مكانا في الجهاز الإداري، فالعمل الوظيفي تحدده الحاجة وليست الكفاءة، وأعتقد أنه من المهم جدا أن تعاد صياغة الفكر الواحد في المنتخبات السعودية بعيدا عن العشوائية في الخيارات، والاعتماد على توزيع المهام جغرافيا.

* لا تجب القسوة على لاعبينا، ففي هذا تشكيك في وطنيتهم، وانتمائهم، وهذه عقوبة قاسية جدا على النفس، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تدفعنا الكرة إلى هذا الطرح، فالذين يتحدثون بهذه الطريقة لا يعوون ولا يفهمون معنى الرياضة، فكرة القدم الحديثة لم تعد غير رقعة شطرنج يتحرك اللاعبون من خلالها إلى مواقع مكشوفة، من خلال خطة تكتيكية معينة، ولم تعد تعتمد على الاجتهادات الفردية للأشخاص.

* لاعبو المنتخب هم ثمار شجرة، ولا يمكن لشجرة أن تنبت نوعا غير نوع البذرة التي أنشأتها، ومن الجنس ذاته، فلنصلح أحوال أنديتنا لينصلح حال لاعبينا، وبالتالي ينصلح المنتخب لنبدأ من هنا.