ما يطلبه المصوتون!

مسلي آل معمر

TT

كلنا نترقب إلى أين سيتجه بنا مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد، لأن الوضع خطير جدا، حيث نسير على حافة الانهيار، بل أقول بكل أسف إن جميع التحركات التي نراها إلى الآن لا تنبئ عن إدارة قوية، تضع خطط العمل وتنفذها بقوة الصلاحيات، فالملامح تشير إلى أن شعار الاتحاد هو تنفيذ «ما يطلبه المصوتون»، أي تنفيذ الطلبات التي تخدم المصلحة «الوقتية» لمسؤولي الأندية، التي صوتت للمجلس الجديد.. دققوا جيدا في أنني أقول إنها تخدم مسؤولي الأندية وليس الكيانات. فعلى سبيل المثال، نجد أن رفع عدد المحترفين غير السعوديين إلى ستة لاعبين، واستثناء بعض الأندية من تسديد المطالبات التي عليها قبل تسجيل المحترفين في الفترة الثانية.. نجد أن هذين الموقفين يهدفان إلى إنقاذ مسؤولي الأندية من الحرج، أمام الجمهور وليس خدمة الكرة السعودية، فرفع عدد المحترفين هو مخرج للأندية التي وقعت عقودا طويلة مع لاعبين غير سعوديين، لكي يتسنى لهم تسجيل البدلاء من دون تحمل أعباء المخالصات، وهذا القرار لا خلاف عليه لو كان قانونيا، ويهدف إلى المصلحة العامة، لكنه للأسف سيوقع الأندية والاتحاد في إشكاليات مع محترفيها، ومع الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث ترفض أهدافه وأعرافه حرمان اللاعبين من ممارسة مهنتهم الكروية، والقرار الأخير لاتحاد الكرة يقيد اللاعبين غير المرغوب فيهم في الكشوفات من أنديتهم دون أدنى إمكانية لمشاركتهم، وأعتقد أنه لو كان مجلس إدارة الاتحاد يضم مختصين أو قانونيين لتنبهوا لمثل هذه الملاحظة قبل اتخاذ القرار، فمن الممكن أن يسمح للاعبين الإضافيين بالمشاركة في الدوري الرديف (كأس الأمير فيصل)، أو السماح لستة لاعبين بالمشاركة في دوري المحترفين، على ألا يدخل الفريق المباراة في قائمة الـ18 لاعبا إلا بأربعة محترفين غير سعوديين.

القضية الأخرى وهي استثناءات التسجيل أرى أنها أخطر، فعندما تقدم الاستثناءات فإن ذلك يعني أن الاتحاد قد أدخل نفسه في دوامة ليست لها نهاية، وهذه أهم لبنة في بناء العمل المؤسساتي والاحترافي، وهي لبنة اللوائح، ومن يستثني مرة فإنه قد يستثني في كل مرة، وغير أنها تربك العمل فهي لا تحقق العدالة، بل تنسف مبدأ تكافؤ الفرص بين المتنافسين.. فأي عدالة تمنع نجران والرائد وهجر من تسجيل المحترفين، وتسمح للمنافسين من أندية النفوذ بالتسجيل؟ ماذا لو كان للاعبين الجدد في هذه الأندية تأثير كبير على نتائج فرقهم؟

أتمنى أن أكون مخطئا في ما أقول، وأعتقد وأتوقع.. أتمنى أن يسير الاتحاد على نهج جديد غير نهج ما يطلبه المصوتون!