هجوم اليوفي في مأزق

أندريا سكيانكي

TT

بغض النظر عن كل الاعتراضات التي حدثت في النهاية (وهي مبالغ فيها بصراحة) وأي حكم وليد المفاهيم المسبقة، يظل الانطباع العام هو أن فريق يوفنتوس لا يزال ينقصه شيء لكي يكون متكاملا، حيث إنه قادر على الدفاع بشكل جيد وينشئ الهجمة، لكنه لا يستطيع الهجوم بقوة. وتعتبر المشكلات في خط الهجوم حاليا مزمنة للغاية، ومن أجل هذا السبب لا يمكن إدراك الشك الذي يحوم حول وصول نيكولا أنيلكا، حيث رفضت الجماهير بالفعل شراء هذا اللاعب، حيث إن 76 في المائة منهم أجابوا على استطلاع الرأي الذي عرضه موقع «Gazzetta.it» برفض الصفقة، ووصف جوسيبي ماروتا المدير العام في اليوفي اللاعب الفرنسي بأنه «صفقة شراء عابرة»، ولمح للجميع إلى أنه ربما سيصل في هذا الصيف لاعب فذ للفريق.

وبشكل موضوعي، إذا نظرنا إلى الكيان الهجومي المتاح تحت تصرف المدرب أنطونيو كونتي (والذي يتضمن فوسينيتش وماتري وكوالياريلا وجيوفينكو والمصاب بيندتنر)، فيبدو أنيلكا لاعبا جيدا، بل بالأحرى ربما إذا تم دعمه بلياقة بدنية جيدة يمكن أن يمثل اللاعب الفرنسي سلاحا حاسما في حل تلك المشكلات التي يعاني منها اليوفي وتعرقله منذ فترة كبيرة.

ويفتقد لاعبو اليوفي إلى مهاجمين قادرين على فك شفرة المباريات بمفردهم، وهؤلاء قادرون على إخلال توازن خط دفاع الخصوم المغلق بشدة وذلك بلعبة بسيطة منهم. ويمضي فريق اليوفي قدما بشكل غير منتظم ويوسع المناورات على الأجناب ويركز كثيرا للغاية على مناوشات لاعبي الوسط (ماركيزيو على اليسار وفيدال على اليمين)، لكن مع هذه السلسلة التي لا يمكن تصديقها من الهجمات لا يتطابق رقم مناسب من التسديدات أو الفرص الجديرة بأن تكون هدفا. وأيضا في المباراة أمام جنوا أول من أمس، كانت نتائج الصعوبات الهجومية التي واجهها اليوفي واضحة، حيث لمس فابيو كوالياريلا الكرة 32 مرة، وركلها نحو مرمى جنوا مرتين فحسب (وسجل هدفا واحدا). وتدخل فوسينيتش في الهجمة 64 مرة، وأيضا بالنسبة له تمكن من ركل كرتين فقط نحو المرمى، وهو رقم قليل للغاية. ومن المنطقي أنه في ظل وجود رأسي حرية بهذا النوع ينبغي على الجميع الانشغال في إنشاء المناورات والركض إلى الأمام والخلف على الجانبين وأيضا في إرسال التسديدة نحو المرمى. وفي ظل لعبهم على هذا النحو قاموا بإهدار قواهم البدنية وطاقتهم في ألعاب غير مجدية (وطاقتهم الذهنية)، فتعبوا ووصلوا بتألق ضئيل إلى اللحظة الحاسمة. ولو كان فان بيرسي هناك في خط الهجوم ما كنا تحدثنا عن أمور بعينها.

وحاول فوسينيتش التوغل بضربات الاستلام والتسلم (وحقق منها ست كرات)، مع ضربات ركنية (2) وتمريرات حاسمة (1). ويشبه كوالياريلا في ذلك حيث كان عدد كرات الاستلام والتسلم ستا. ومع ذلك، فإن المهاجم ينبغي عليه الهجوم بالكرة نحو المرمى وهذا لا يحدث دائما. وتحرك فوسينيتش وكوالياريلا وظهراهما في اتجاه مرمى الخصم، فهما يعانيان من مشكلة أن يديرا نفسيهما في وجه المرمى وغير قادرين على تجاوز الخصم. وهو ليس جانبا هينا بالنسبة لمن ينبغي عليه تسجيل أهداف.