المنشطات بين الرئيس واللاعب!

مساعد العصيمي

TT

أعتز كثيرا بما تقوم به لجنة المنشطات من أجل نزاهة التنافس الرياضي السعودي وموضوعيته.. وأثق في أنها بتقنياتها ووسائلها كرست العمل الحقيقي من أجل رياضة أفضل.

ليس هذا رأيي؛ بل رأي كثيرين؛ لكن مقابل العمل المتميز الذي تقوم به.. جدير بأن يكون الخطاب الصادر عنها، خاصة ما يذهب إلى التعليق على الانتقادات أو تبرير الاختلافات أكثر موضوعية.. كما هو عملها في اختيار العينات، ومن ثمَّ الكشف عن المتنشطين.. أما كيف؟! فسأشرحه عبر السطور التالية.

في معمعة الاختلاف الذي يصل حد التلاسن مع مَنْ يرمون بموضوعيتها (أي اللجنة)، أجد أن هناك تباينا في الحجة والجواب.. ولن نرمي على عشوائية في الإثبات؛ بل وفق توثيقات مثبتة.. ولنبدأ من آخرها، وهو ما حدث بين اللجنة ولاعب الوحدة، ثم النصراوي المعتزل علاء الكويكبي من تراشق دفع رئيس لجنة المنشطات إلى الخروج على الهواء مع الزميل طارق الحماد على قناة «لاين سبورت» متسلحا بالوقائع والإثباتات ضد الكويكبي.. التي لم تقف عند ذلك الحد؛ بل وصلت إلى الإعلان عن توكيل محامٍ للاقتصاص منه؛ جراء تجاوزاته التي رأى القمباز خطرها.. ولا يعنينا هنا مَنْ على حق أو غير ذلك؛ بل يعنينا أن اللجنة عرفت تشكيكات أعمق في عملها واتهامات أخطر لنزاهتها.

ليس ببعيد حين خرج رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي على الهواء ليعلن على الملأ أن هناك أسماء لمتنشطين من نادٍ منافس، لم تعلن عنهم اللجنة كما فعلت مع لاعب فريقه حسام غالي.. لتثبت الأخيرة توثيقا عدم صحة ذلك؛ لكنها اكتفت بالرد المحمل بالعتب، ولم تلوِ على محامٍ أو شكوى.. ويبدو أنها هنا نحت إلى مجاملات.. غير التي استنفرت لأجلها ضد الكويكبي.. رغم أن فداحة التهمة الأولى أكبر مما ذكره الكويكبي.

هل نزيد.. ماذا عمن رموا عبر الإعلام ومن مواقع الإداريين والإعلاميين اللجنة بانتقائيتها وعدم موضوعيتها باختيار اللاعبين المراد الكشف عليهم.. وهي «أي اللجنة» أثبتت عدم صدقية ذلك؛ لأن الأندية جميعا تثبت عكس ما ذهب إليه الرامون بالتهمة.. هي لم تستعن بمحامٍ.. ولم ترفع قضية.. رغم أن فداحة ما رُميت به أشد مما قاله الكويكبي.

قد نكتفي بهذين الحدثين.. مفضلين أن تكون لجنتنا التي رأينا فيها تجسيدا للموضوعية أكثر توازنا في خطابها ورد الفعل تجاه المشككين بنزاهتها، ومن وجهة نظر شخصية، فلحساسية هذه اللجنة. جدير أن تكون هناك وقفة حاسمة قاصمة تجاه كل مَنْ أراد لعملها انتقاصا، إما أن يثبت ما هو بصدده تجاهها.. أو يتحمل قضائيا وزر اتهامه.. ولا فرق في ذلك بين إداري أو فني.. لاعب أو مشجع!

وبعد... فلسنا أوصياء على ما تريده اللجنة أو تحتاجه؛ لكن الجدير ألا تقتصر موضوعيتها على العمل التقني الذي نجحت فيه؛ بل على كل ما يصدر منها قولا وعملا.. حتى لا تعطي كائنا مَنْ كان الفرصة للتشكيك في عملها؛ لأنها مؤتمنة على جزء مهم من موضوعية الرياضة ونزاهتها.

[email protected]