«دقة» هذا اللاعب

عادل عصام الدين

TT

لفت الإماراتي عمر عبد الرحمن (عموري) الأنظار، في مباريات دورة الخليج لكرة القدم «خليجي 21» بمهاراته وفنياته، وقد أعجبت شخصيا بدقته العالية. وإذا كان الإسباني تشافي أفضل لاعبي العالم دقة في التمرير، حسب الأرقام التي نقرؤها بعد المباريات وحسب المشاهدة أيضاً، فإن عموري كما رأيته تميز كذلك بالدقة، ولكنه بالتأكيد ليس مثل ميسي، بل لم يظهر في الملاعب حتى الآن من يملك هذه الدقة المتناهية، التي يملكها «المغناطيس» الإسباني الشهير تشافي.

والحقيقة أن اللاعب العربي عموما، والسعودي خصوصا يعاني من خلل في هذا الجانب، ومن نقص واضح في نسبة الدقة، ويشير العلماء والخبراء أن الدقة في التمرير والتصويب، تعود للوراثة أولا والتعلم والتدريب ثانيا، ولأن اكتشاف اللاعب وتسجيله في ملاعبنا يعتمدان على الصدفة، فمن الطبيعي أن يحدث الخلل ويزداد الطين بلة، حيث هذا الجانب المهم في التدريبات.

ومن يفهم في كرة القدم، يدرك مدى قوة العلاقة بين الدقة والتحكم، فكلما ارتفع معدل أو درجة الدقة ارتفعت في المقابل نسبة أو معدل التحكم الجماعي بالكرة، علاوة على أهمية التقنية الفردية والجماعية. من المهم أن تقترن الدقة في الأداء الفردي أو الشخصي، بالمقدرة الفردية والجماعية، التقنية ليرتفع مستوى الفريق، وكلما زاد عدد اللاعبين الذين يملكون دقة جيدة، ارتفعت فرص السيطرة للفريق.

لا أستغرب وأنا أشاهد فرقنا في مبارياتها المحلية والدولية، وهي تعجز عن تمرير الكرة بنجاح أكثر من ثلاث أو أربع مرات متتالية؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فاللاعب لا يملك أصلا المقدرة على التمرير الدقيق؛ الأمر الذي يؤثر على تحكم الفريق في مجريات المباراة.

من مميزات اللاعب السعودي عشقه للعبة، وامتلاكه للموهبة، بيد أن هذه الموهبة لا يمكن أن تحقق المطلوب، في غياب التقنية التي تعتمد على كثير من العوامل، من أبرزها الدقة في التمرير والتصويب وإذا كان الوصول للاعب «الدقة» أمرا صعبا بالاكتشاف، فلا أقل من أن نهتم بالناحية التدريبية، ونكثف عمليات التدريب باهتمام كبير، على أن يبدأ التدريب في سن مبكرة للاعب.

فرقنا لا تجيد السيطرة والتحكم بالكرة في المباريات، وهذا أمر لا يجب أن نستغربه.

[email protected]