قبل عدة أسابيع أوضح الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال في حوار تلفزيوني عبر إحدى الفضائيات، أنه ضد خطوة إقالة المدير الفني للفريق في منتصف الموسم لأنها أثبتت فشلها، مرجعا ذلك إلى أن المدرب الجديد سيحتاج لكثير من الوقت لاستكشاف قدرات اللاعبين وإمكاناتهم الفنية ومكامن الضعف والقوة لديهم، ناهيك عن طبيعة المسابقات التي يشارك فيها الفريق وحال الفرق المتنافسة معه.
ورغم هذه القناعة، أعلنت الإدارة الهلالية يوم الخميس الماضي إقالة الفرنسي أنطوان كمبواريه المدير الفني للفريق الأول، وتعيين الكرواتي دالاتش زلاتكو، مدرب الفريق الأولمبي خلفا له، مبررة ذلك بفشلها في تغيير قناعات المدرب حيال عمله، كونه لم ينجح في دفع الفريق لتقديم مستويات مرضية تحقق طموحات جماهيره.
الأكيد أن الإدارة الهلالية استهلت دورتها الثانية بخلاف ما كانت عليه في الدورة الأولى، لا من حيث اختيارها للجهاز الفني أو اللاعبين الأجانب أو الاستقطابات المحلية، ناهيك عن سلبيتها تجاه كثير من المواقف التي كانت تستوجب تواجدها بشكل فعال، بدءا من قضية النجم حسن العتيبي مع المدرب، مرورا بوقوفها موقف المتفرج من عدم ثبات المدرب على تشكيل محدد في مباراتين متتاليتين، أو عجز الفريق عن الوصول إلى مرمى الخصوم رغم امتلاكه لخيرة اللاعبين الدوليين، أو نجاحهم في تأدية جملة تكتيكية واحدة أثناء تنفيذهم للكرات الثابتة، أو الدخول في كل مباراة بتشكيل خاطئ ومن ثم معالجة ذلك أثناء المباراة، أو علاج الثغرة الدفاعية التي تسللت منها جميع الفرق، وانتهاء باستبدال نجوم الفريق بحبيسي دكة البدلاء في الأندية الأخرى.
في تقديري أن الإدارة الهلالية تأخرت على الأقل شهرا كاملا في اتخاذها لقرار الإقالة، حيث كانت الفرصة سانحة لديها أثناء توقف الدوري بسبب مشاركة المنتخب في «خليجي 21» بالبحرين لتكليف زلاتكو بالمهمة، على اعتبار أن أخطاء كمبواريه لم تظهر فجأة في آخر مباراتين للفريق مع الاتفاق 2 - 2 والنصر 0 - 1. بل هي سلسلة الممتدة من الأخطاء منذ قدومه وحتى مباراته الأخيرة.
يبقى السؤال الأهم، هل تصدق نظرية الأمير عبد الرحمن بن مساعد بعدم جدوى استبدال المدرب في منتصف الموسم؟ أم ينجح زلاتكو فيما أخفق فيه كمبواريه؟، وفي كلتا الحالتين تنتظر الجماهير الهلالية إجابة شافية من ربان سفينتها، لماذا أقال كمبواريه بخلاف قناعاته إذا فشل زلاتكو؟ أو لماذا تأخر في اتخاذ هذه الخطوة إذا نجح زلاتكو؟