الفتح

عادل عصام الدين

TT

تعاطفت مثل كثيرين غيري مع خطوات فريق الفتح متصدر دوري «زين» السعودي لكرة القدم حتى كتابة هذه السطور. خسر الفتح لأول مرة في هذا الدوري في الجولة رقم «18» أمام الشباب.

والحقيقة أنني قرأت كثيرا من الإشادات بالنجاحات التي حققها نادي منطقة الأحساء في لعبة كرة القدم رغم أن إمكانات النادي لا تقارن بالأندية الكبيرة صاحبة البطولات والشعبية.

قرأت إشادات بالإدارة والجهاز الفني والجهاز الإداري واللاعبين وكل هذه الأطراف تستحق الشكر والإشادة والتقدير بلا أدنى شك، فما تحقق ليس بالأمر السهل والعادي أو الذي يمكن تجاوزه والتغاضي عنه أبدا. وما حققه الفتح ذكرني بما سبق وأن قرأته لأحد الأكاديميين المتخصصين في مجال اللعبة، حين أشار إلى أن عامل تقارب مستويات لاعبي الفريق الواحد تحقق النجاح في كثير من الأحيان، وقد يتفوق هذا الفريق على فرق أخرى تضم أسماء أكثر بريقا ولمعانا ومقدرة حتى لو كان من بين صفوفها صفوة النجوم. قد ينجح فريق يضم في صفوفه نجما كبيرا مبدعا أو لاعبا أجنبيا من النجوم العالميين الكبار حيث يتحلق بقية اللاعبين حول هذا النجم وتكون المعنويات في أفضل حالاتها بيد أن تجربة الفريق الذي لا يملك لاعبا من الطراز الثقيل أو «السوبر ستار» قد تحقق النجاح أيضاً والفتح كما أرى أفضل نموذج رأيته بحسب ما قرأته لهذا الخبير. صحيح أن لاعبي الفتح الأجانب كانوا مميزين، وأخص بالذكر إيلتون الذي كان القائد الحركي للفريق لكن الفارق بينه وبين بقية لاعبي الفريق لم يكن كبيرا ولم تكن هناك فجوة أو تفاوت وبدا التقارب والانسجام في أفضل الحالات. ثمة نقطة مهمة جدا في هذا السياق وتتمثل في الجانب النفسي، وهي لم تغب عن آراء الخبراء ذلك أن هذا التقارب يدفع اللاعبين بأفضل مستوى من الجانب النفسي وما أكثر المباريات التي كنا نشاهد فيها فريق الفتح المترابط المتآلف الذي يقاتل من أجل تحقيق الفوز، وأرجو ألا تؤثر الخسارة الأخيرة على هذه النجاحات وأن يستمر الفريق واثقا من نفسه ومقدرته وإمكاناته الجيدة وأريد أن أذكر القارئ العزيز بأهمية عامل التقارب حتى لو غاب النجوم الـ «سوبر ستارز» بعدم وجود أي لاعب أساسي ضمن صفوف المنتخب في بطولة الخليج الأخيرة لأن الفريق الذي تصدر بجدارة امتلك فريقا لامعا ولم يمتلك نخبة من الأسماء اللامعة أو المبدعين الذين يشار إليهم بالبنان.

شكرا للفتح الذي قدم لنا فريقا ناجحا جدا فتحلق الكثيرون حول الفريق المنسجم المتجانس وليس حول أسماء بعينها!.

[email protected]