الدوري السعودي.. لا بد من تغير

عبد الرزاق أبو داود

TT

سيظل الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم محل انتقادات «ظاهرها الرحمة وباطنها (الأنا)»!

ستظل هذه المسابقة كاشفة لكثير من الثقوب وسوء الإعداد! وعدم القدرة على التخطيط والركض طويلا، فيسقط «بعضهم» في منتصف الطريق ليلقي بعد ذلك باللائمة على سوء الإعداد أو المدرب المقال أو تأخر اللاعبين الأجانب أو الإصابات أو تأخر الدعم أو «عمليات التخريب التي تقوم بها قوى المعارضة» (هكذا).. ثم نصل إلى «المخترع» الجديد القديم «محاربة الكارهين».. و«حقد الحاسدين»، وما إلى ذلك مما لا يستقيم منطقا، في حين مضى الآخرون في طريقهم يزرعون فيحصدون!

وإذا كانت الانتقادات التي يواجهها الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم متعددة التوجهات والأساليب، إلا أن معظمها يكاد يركز على نقطتين أساسيتين، أولاهما: التوقفات والتأجيلات المتكررة لمسيرته التي أضحت إحدى سماته «المبهرة»، وثانيهما: مستويات التحكيم صعودا وهبوطا، مع ربطها بنتائج الفريق المفضل «فتتسق الأسباب والأحكام مع النتائج والمحصلات»، فالتحكيم السعودي ومستوياته، ومنذ بدء أول مسابقة كروية سعودية منظمة في عام 1377هـ، ما انفك يتلقى الهجوم بحكم النتائج والأهواء.

مستوى التحكيم محصلة طبيعية للمستويات الأدائية لحكام كرة القدم السعوديين، الذين قطعوا مشوارا طويلا وقويا في مسيرة التطور والتحديث، وأصبحوا مصدر فخر واعتزاز، وهم دائما أهل للثقة والأمانة وحسن الخلق، لكنهم بداية ونهاية بشر!

وفيما يتعلق بقضية الدوري السعودي جاءت المشاركات الخارجية للفرق السعودية لتلعب دورا مؤثرا في مسيرته وقوته ونوعية وكيفية النتائج والمستويات التي يفرزها، وقد يكون لدى المنتقدين لكثرة وتعدد المشاركات الخارجية للأندية بعض الحجج المنطقية، خاصة فيما يتعلق بالمشاركات في البطولتين العربية والخليجية اللتين تؤثران بصورة عكسية في مستوى الدوري السعودي وعلى الفرق السعودية؛ نتيجة تواضع مستويات الفرق المشاركة فيها، والإشكاليات التي تصاحبها كل عام، ويرى هؤلاء ضرورة إعادة النظر في هذه المشاركات بطريقة أو بأخرى، فهي «بالفعل تتسبب في تعطيل فاعلية وقوة الدوري السعودي الممتاز ومسيرته المنتظمة ومستوياته»، في حين أن التركيز يجب أن يكون منصبا على المشاركات القارية بشكل مكثف، ولأسباب كثيرة، أهمها: المستويات المرتفعة التي تتمتع بها الفرق الآسيوية، وكون هذه البطولات الآسيوية تعتبر ضمن الأنشطة الرسمية للاتحاد الآسيوي المعترف بها من قبل «فيفا»، كما أنها تدخل في حسابات التقييم المعقدة التي تطول المنتخبات والأندية السعودية، على عكس البطولتين العربية والخليجية اللتين ينظر إليهما باعتبارهما منافسات تنشيطية، ولا تدخل في حسابات أو تقييم «فيفا».

القرار حول المشاركة في البطولة الآسيوية أولا والتركيز عليها وعدد اللاعبين الأجانب، وتغيير صفة وطبيعة المشاركة في البطولتين الخليجية والعربية، في انتظار التفاتة جادة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، مع المحافظة على نمط معين من المشاركة فيهما، لكن ليس على حساب الدوري السعودي الممتاز الذي تراجع مستواه وتصنيفه في قائمة التصنيف الدولي.