هل سينجح بالوتيللي مع الميلان؟

أريغو ساكي

TT

بات المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيللي لاعبا في صفوف فريق الميلان. الجماهير منقسمة، والشكوك تتعلق بشكل رئيسي باللاعب المحترف. من الصعوبة بمكان معرفة هل سيكون مسؤولو الميلان على صواب بخصوص هذه الصفقة بعد انتقاله من فريق مانشستر سيتي إلى الفريق الإيطالي، فلا أحد يعرف كيف سيكون المستقبل، لكن الماضي كان ذا معنى في مرات كثيرة. أعظم فريق للميلان في التاريخ بحسب مجلة «ورلد سوكر»، وهو أكبر فريق للنادي على الإطلاق، كان يتصرف بطريقة مغايرة.

كان الناس يعتقدون أن كل شيء يبدأ من الشخص، ومن التزامه والدفع به نحو التميز، وبالتالي الشخص المحترف كان يأتي قبل كل شيء، حتى إن البعض كان على قناعة بأن تحسين القدم أسهل من تحسين الفكر والسلوكيات. كان الناس يعتقدون أن كرة القدم عبارة عن عمل، ومعرفة، وجدية، وعشق، ثم فعالية في اللعب وفي النهاية الموهبة.

منذ سنوات كثيرة انعكست القيم، حيث تأتي المهارة قبل كل شيء بغض النظر عن المعايير الباقية. وهكذا، ازدادت مهمة الإدارة من جانب المسؤولين والمدربين صعوبة، وفي هذا السياق استطعنا ملاحظة القدرة المذهلة للرئيس سلفيو برلسكوني ونائبه أدريانو غالياني في إدارة المواقف الصعبة والمعقدة، وأحيانا كتب لهما النجاح، ولننظر للمهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش اللاعب المحترف الكبير رغم شخصيته السيئة تماما، لكن مرات كثيرة لم يتحقق هذا الشيء رغم مهارة وخبرة هذين المسؤولين، مثلما حدث في حالة رونالدو ورونالدينهو وكاسانو..إلخ. وهم لاعبون تركوا بصمة مهمة في الميزانيات الاقتصادية. ولما يربطني من حب وود بمسؤولي وجماهير الميلان، أتمنى أن ينجز برلسكوني وغالياني هذه المعجزة.

يعد ماريو بالوتيللي موهبة كبيرة جدا (تلك التي يمتلكها بصورة طبيعية تقريبا) لكن أحيانا يصير هذا الأمر عائقا، لأنه يساعد في حل المشكلات الأولى بالطبع، لكن حينما تصبح المشكلات أكثر صعوبة وتعقيدا ولا تكون الموهبة مدعومة بالعشق والمعرفة والبحث عن التميز، يجد المرء نفسه غير مستعد. إذا ساعد الميلان ماريو في نضوجه الإنساني والاحترافي فسيكون قد أتم الصفقة وقدم خدمة كبيرة لكرة القدم وللمنتخب الإيطالي وأكثر من ذلك لماريو الإنسان.

لكن البعض يتساءل هل بإمكان بالوتيللي أن يكون الشريك المناسب خططيا للشعراوي، فنظريا ماريو هو الشريك المناسب لأي لاعب. يمتلك هذا اللاعب قدرات بدنية وفنية فريدة، لكن من أجل التحرك مع ومن أجل الفريق لا يزال ينقصه ذلك الانتباه والرغبة في التحسن واللذين سيجعلانه اللاعب المثالي للجميع ولنفسه.