سنغافورة.. مرة أخرى!

عادل عصام الدين

TT

كنت أحد الإعلاميين الذين رافقوا المنتخب السعودي لكرة القدم إلى سنغافورة عندما حقق المنتخب أول بطولة آسيوية في تاريخه، كما أسعدني الحظ بمرافقة المنتخب عندما فاز بأول بطولة خليجية في تاريخه، وما أجمل تلك الأيام التي يتمنى المرء أن تتكرر مرات أخرى.

الخبر «الزلزال» الذي نشر قبل أيام أعادني للجانب أو بالأحرى للحدث السلبي الوحيد في نهائيات آسيا في سنغافورة عندما تم القبض على رجل في نفس الفندق الذي كنا نقيم فيه وحاول إغراء بعض لاعبي سوريا بالتواطؤ بشأن مباراة ما. وقد تم القبض على الرجل أو الرجلين بتعاون السوريين وقيل يوم ذاك إن لمكاتب المراهنات علاقة بالأمر. وقد ظلت مكاتب المراهنات شوكة في حلق بطولات كرة القدم الكبرى. والحقيقة أن تأثير المراهنات كان ولا يزال من أكبر مشكلات كرة القدم الحديثة. كنا نقرأ ونسمع ومن ينسى هزة الرشا التي زلزلت كرة القدم الإيطالية قبل سنوات وأطاحت بالفريق الإيطالي الشهير جوفنتوس!

أما الفضيحة الرياضية الجديدة الأكبر والتي ستكون تداعياتها مؤثرة وخطيرة، فهي صدمة عالمية في تاريخ أكثر لعبة شعبية. من يصدق أن الشكوك تدور حول 680 مباراة عالمية من بينها 380 مباراة في القارة الأوروبية وحدها وأن المتورطين من الحكام واللاعبين يصل عددهم إلى 450 في 15 دولة!

منافسات القارة الآسيوية لم تكن بمنأى ولم تسلم من هذه الكارثة الكروية وهناك من سيوجه السؤال مباشرة: ترى ما الأندية والمنتخبات التي كانت ضحية هذا السقوط المريع في تاريخ اللعبة؟ المفزع في الأمر أن عدد المباريات كبير قياسا بالوقت «من 2008 إلى 2011»!!

من يصدق أن عددا كبيرا من المباريات التي تابعناها من خلال النقل التلفزيوني مشكوك في نتائجها كما قرأنا، وأن بعض المباريات ضمت أقوى وأفضل فرق أوروبا والعالم؟!

وقد صدق النجم الفرنسي السابق رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني عندما أكد: «لو تحول الأمر في المستقبل لرؤية المباريات ونحن نعلم النتائج مسبقا فستكون هذه هي نهاية لعبة كرة القدم». إن هذا التلاعب يشكل تهديدا لهذه اللعبة التنافسية العالمية الجميلة، والمحب لها يتمنى أن يتم القضاء عليها وألا يرتفع عدد المباريات التي تملك الشرطة الأوروبية «يوروبول» دلائل قاطعة بشأنها. كنا نتمنى أن تنافس آسيا مثيلاتها بالتطور لا أن تكون هي مصدر وموقع العصابات الإجرامية التي قد تعصف بمستقبل اللعبة.

[email protected]