الاستغناء عن اللاعب الأجنبي

عادل عصام الدين

TT

لا شك أن الدوري في كل لعبة رياضية وفي كل دولة له أهميته، بل إن معظم المسابقات المحلية لها أهميتها، لكن للمنتخب أهميته أيضا. ولو طرح السؤال التالي: أيهما أكثر أهمية للبلد.. الدوري أم المنتخب؟! ستكون الإجابة المنطقية: المنتخب بكل تأكيد.

أعرف أن الدوري القوي يصنع منتخبا قويا، ولكن ليس في كل الحالات ولا في كل الأوقات، وعندما استعانت السعودية للمرة الأولى باللاعب غير السعودي، استفادت منه. وقد انتعش الدوري في السبعينات من القرن الماضي، وارتفعت أسهم الدوري والأندية وحتى المنتخب، إلى أن جاء الإلغاء، ثم جاءت مرحلة الاستعانة مجددا. والواقع أنني أضم اليوم صوتي لأصوات المطالبين بإلغاء الاستعانة بكل اللاعبين الأجانب أو غير السعوديين، بعد أن تبين أن وجود اللاعب غير السعودي يضيق فرص مشاركة اللاعبين السعوديين مع أنديتهم، الأمر الذي كان له تأثيره السلبي على المنتخب.

صحيح أن الكرة السعودية تعاني أصلا من توقف الاكتشاف الفعال وندرة المواهب، بيد أن ما يحدث يزيد الطين بلة، بدليل ما نشاهده من تهافت الأندية، وتسابقها العجيب غير المبرر، لخطف العدد المحدود والقليل من اللاعبين السعوديين الجيدين. ارتفعت أسعار عقود اللاعبين السعوديين على نحو جنوني لا يتناسب وإمكاناتهم وإمكانات أنديتهم ولا ظروف المرحلة. أندية فقيرة ولاعبون أغنياء، تلك هي أحوال كرة القدم السعودية، من الناحية المالية، أما من ناحية الإمكانات فحدث ولا حرج، فالكل في السوء سواء.

ثمة اختلاف في ما يتعلق بعامل الاحتكاك كذلك، ففي السابق لم تكن القنوات الرياضية موجودة، ولم يكن اللاعب السعودي يشاهد الدوري الإسباني أو الإنجليزي أو الإيطالي كما يحدث اليوم، حيث باتت للمشاهدة المكثفة أهميتها بحيث يتعلم اللاعب عن طريق المشاهدة.

وأذكر بما كان يردده بلاتر وبلاتيني في ما يتعلق بالمبالغة في الاستعانة بالأجانب، وكان المنتخب الإنجليزي هو النموذج السيئ على الدوام؛ لأن كثافة الاستعانة أثرت بالسلب على نتائج المنتخب الإنجليزي. أتمنى أن تهتم الأندية بالمصلحة العامة، وأن تكون النظرة بعيدة، والمرحلة الحالية على الأقل تتطلب الاستغناء عن اللاعب الأجنبي.

الاستغناء قد يؤثر سلبا على الجاذبية، لكن المصلحة الفنية أهم بكل تأكيد، والمصلحة هذه الأيام تفرض الإلغاء، مع إعادة النظر في ما يتعلق بانتقالات اللاعبين السعوديين وتجديد العقود.

[email protected]