لعبة العقل!

عادل عصام الدين

TT

وصلت بوركينا فاسو إلى نهائي بطولة أفريقيا لكرة القدم، ولم تصل منتخبات أعرق وأفضل كفاءة مثل ساحل العاج وغانا وجنوب أفريقيا، وتفوقت السعودية على الصين بعد أيام قليلة من فشلها في بطولة الخليج، ولذلك أستغرب كثيرا حين يركز من يتصدون لما يعرف بالتحليل الرياضي في القنوات التلفزيونية والصفحات الرياضية، على الجانب «التكتيكي» وحده مع أن مجال اللعبة أعمق وأكثر شمولية.

في كتاب «soccer the mind game» يتحدث الخبيران ستيف بول وكريس شامبروك عن سبع خطوات للوصول للقوة أو الجاهزية أو المتانة العقلية في مباريات كرة القدم، وهذه الخطوات هي: وضع أو تحديد الأهداف، والتفكير الإيجابي، والتدريب العقلي، والتركيز، والتعامل مع الضغوط، والتكاتف، والاتحاد من خلال العمل الجماعي ثم الإعداد للمباراة.

كرة القدم هي لعبة العقل، وفي هذا السياق يشير النجم الفرنسي السابق كانتونا إلى أن الإعداد هو كل شيء والتركيز بمثابة المفتاح، ويؤكد المدير الفني الشهير إيركسون أن عدم الاهتمام بتحديد الأهداف أثناء التمرين من أكبر الأخطاء قبل المباريات. ولأنها لعبة الثقة فإن التفكير الإيجابي مهم جدا في التدريبات، ويؤكد النجم الإنجليزي المعروف ديفيد بيكام أن الثقة بالنفس عامل مهم في اللعبة، أما النجم الإنجليزي السابق كيفن كيغان فيعترف من جانبه بأهمية الثقة ويؤكد أنها نصف اللعبة. وماذا حين يكون الفريقان متعادلين من ناحية التكتيك والتقنية؟! يجيب الخبير السويدي سيفن قوران إيركسون الذي سبق له أن درب منتخب إنجلترا: «الفريق الأكثر ثقة يحقق الفوز، ومثل هذه الإجابة تؤكد أهمية الجوانب الأخرى وأن كرة القدم ليست مجرد تكتيك».

ويشير الخبراء إلى أهمية التركيز، سواء التركيز في التدريبات أو تعلم كيفية التركيز أثناء المباريات، وفي هذا السياق يقول عملاق إنجلترا النجم الأسطوري ستانلي ماثيوز إنه لم يسبق له أن اعترض على الحكم نهائيا؛ لأن الاعتراض مضيعة للوقت، ثم إنه يدمر التركيز. هل ثمة كلام مهم أكثر مما يقوله هذا النجم عن أهمية التركيز؟

ولا يجب أن ننسى أن الدافع والحافز مهمان في كرة القدم، ولذلك لم أستغرب عندما تألقت بوركينا فاسو. وأختم بكلام عملاق التدريب السير أليكس فيرغسون: من دون التكاتف أنت لا شيء.

[email protected]