أداء اليوفي القوي يبث الخوف في نفوس خصومه

ألبرتو تشيروتي

TT

إن يوم السبت الذي من شأنه توضيح ملامح الفريق الأقرب لدرع الدوري صار سبت اليوفي وربما لم يكن هذا من قبيل الصدفة، حيث جاء أولا الفوز النظيف على فيورنتينا بثنائية، ثم التعادل المثير (1 – 1) خلال لقاء لاتسيو - نابولي، والذي شهد كرات كثيرة للفريقين اصطدمت بالقائمين والعارضة، وهكذا نجح حامل لقب بطولة إيطاليا من توسيع الفارق إلى خمس نقاط. هذا لأن رصيد يوفنتوس من النقاط هو 55، أي بزيادة قدرها خمس نقاط عن فريق ماتزاري، الذي أفلت من الخسارة فقط في اللحظات الأخيرة من المباراة. إنه هامش طمأنينة لا بأس به إذا ما فكرنا في المواجهة المباشرة المقرر أن تجمع الفريقين في أول مارس (آذار)، علاوة على قدر كبير من الثقة لمباراة غلاسكو الخارجية؛ حيث يغطس يوفنتوس الأربعاء المقبل في الشامبيونزليغ مجددا أمام سيلتك الاسكوتلندي.

وأمام فيورنتينا، الذي يخشاه فريق كونتي خاصة بعدما حقق تعادلا مهما معه في الدور الأول للبطولة، قدم متصدر البطولة إلى الآن أداء حمل تفوقا فنيا مذهلا، مستمتعا أيضا بإبعاد الظلال القليلة التي كانت تحيط به. ونجح اليوفي في تسجيل هدفين في الشوط الأول، الذي دائما ما سجل فيه أقل من الشوط الثاني، حاملا توقيع مهاجمين اثنين، هما فوتسينيتش وماتري، واللذين كانا أقل من هدافي الفريق كوالياريلا وجوفينكو حتى يوم أول من أمس، من دون الحاجة لمساهمة لاعبي الوسط فيدال وماركيزيو وبوغبا، والقادرة على جلب الفوز دائما. وهذه المرة من دون حتى أن يواجه خطرا مثلما حدث الأحد الماضي على ملعب كييفو؛ لأن فريق فيورنتينا، وهو الفريق الوحيد الذي دائما ما سجل خارج ملعبه، تعثر هذه المرة عند تسديدة يوفيتيتش بعد ربع ساعة من صافرة البداية، والتي قام فيها بوفون بأول وآخر تدخل صعب، إنه دليل اطمئنان شديد، والذي يساوي الضعف لو تذكرنا غياب اثنين من ثلاثة مدافعين أساسيين وكذلك قدر فريق مونتيلا، والذي لم يواجه صعوبات هكذا في الست مرات خسارة السابقة.

ولا حتى في الفوز الوحيد على ملعبه خلال عام 2013، (4 – 0) أمام أودينيزي والذي شهد ثنائية بوغبا، لم يكن فريق يوفنتوس منطلقا وذا استمرارية مثل أول من أمس، وانظر للصدفة إنه في نفس الليلة رأينا أفضل أداء لبيرلو من جديد، وهكذا جاء ثاني انتصار على التوالي، وهي المرة الأولى في العام الجديد بعد أربعة انتصارات متتالية في ديسمبر (كانون أول) الماضي. علاوة على توجيه التحية لطموحات لاعبه السابق لوكا توني ولاعبه الممكن في المستقبل يوفيتيتش وبوجه عام فريق مونتيلا الذي لا يمكن التعرف عليه ولم يقترب ولا حتى بمسافة بعيدة من فيورنتينا برانديللي، وهو الوحيد الذي تمكن من قهر يوفنتوس (عام 2008)، علاوة على كونها خارج ملعبه، في آخر 23 مواجهة.

وقبل توجيه تحذير لفريق سيلتك، يثير فريق يوفنتوس مخاوف نابولي أيضا الذي أهدى أول 20 دقيقة للاتسيو. إنه خطأ نفسي كبير؛ لأن من يستهدف درع الدوري لا يمكنه أن يخطئ الدخول في مباراة مهمة هكذا، وبعدما تلقت شباكه هدفا على الفور عن طريق فلوكاري، واجه فريق ماتزاري خطر الخسارة حينما منع القائم هدف التقدم (2 – 0) لبديل كلوزه المتفجر، وبعد كرة كافاني المصطدمة بالعارضة، فقط في الشوط الثاني، مع حيوية الاحتياطي إنسيني، أفاق فريق نابولي بغضب أكثر من الأداء الذي رأيناه في أفضل مبارياته. أظهر الفريق شخصية كبيرة، مع التعادل الذي تم انتزاعه بأول هدف لكامبانيارو في الدوري، وإنما أيضا المخاطر الكثيرة بالنسبة لمن عليه ألا يخطئ أبدا من خلف يوفنتوس المنطلق الذي يشكر لاتسيو على التعادل، بينما يشكر الميلان والإنتر نابولي الذي حرم لاتسيو من نقطتين، فلو حققا فوزا أمام كالياري وكييفو سيكونان على بعد نقطة واحدة عن المركز الثالث.