السوار الحديدي حول الاتحاد

أحمد صادق دياب

TT

إذا لم تخني الذاكرة، فإن آخر لقاء نهائي جمع الفريقين الكبيرين الهلال والنصر كان اللقاء الذي جمعهما في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد عام 2008، وانتهى ذلك اللقاء بفوز النصر.. ورغم أن اللقاءات الأخيرة في كل المسابقات كانت تميل بشكل كبير لصالح الفريق الأزرق، فإن لقاءهم القادم في نهائي كأس ولي العهد سيكون مختلفا تماما عن لقاءاتهم السابقة، ليس فقط لأن النصر قد تطور مستواه وتمكن من الحصول على مدرب ذكي يعرف كيف يتفاعل مع ظروف المباراة ويعلم كيف يحفز لاعبيه، لكن لأن النهائي هذا العام سيكون أول اللقاءات المتكافئة بين الفريقين في السنوات العشر الأخيرة التي لا يستطيع النقاد أن يؤكدوا من خلالها تفوق الهلال في كل الخطوط كما تعودنا.

مناطق القوة والضعف في الفريقين لا تحتاج إلى تسليط ضوء عليها الآن، بقدر ما يحتاج الفريقان إلى نوع من الهدوء والتركيز، وربما كانت هذه الناحية تميل لصالح النصر أكثر، لأن الهلال لديه فرصة للحصول على بطولة الدوري، وبالتالي فتركيزه واهتمامه قد يكون مقسما على جبهتين لهما نفس الأهمية، مما قد يؤثر سلبا في أدائه.

لا أريد أن أدخل في تكهنات حول من يفوز في النهائي، لكني أعتقد أن الكفة متوازنة كثيرا، وإن كنت أخاف على النصر من التفاؤل المبالغ فيه، وعلى الهلال من الثقة الزائدة.

على الخاسر أن يستعد مبكرا لسلسلة من المشكلات التي ستحيط به من كل اتجاه.

اللاعبون غير السعوديين ربما يكونون «مفتاح» الفوز أو «قفل» الخسارة للفريقين.

على الجانب الآخر، ما ينقص الإدارة الاتحادية في الوقت الحالي هو توحيد الخطاب الإعلامي وتحديد من الذي يتحدث باسم الإدارة بالفعل بدلا من التناقض غير المبرر في التصاريح.. قد تكون النية طيبة والعمل بتفان هو شعارهم، لكن هذا لا يكفي، فالإعلام أضحى أحد الأفعال الواجب القيام بها، ولم يعد رد فعل فقط.. فالحقيقة دوما تساعد على المضي قدما وإن بدت الظروف المحيطة بها صعبة للغاية.

الاتحاد هو النادي الوحيد الذي يخترقه الإعلام من كل اتجاه، ربما لأن ما حول الاتحاد ليس سورا مخيفا، بل هو حاجز عادي يمكن القفز من فوقه، على عكس الأندية الكبيرة الأخرى التي تعاني مشكلات ربما أكبر من مثيلاتها في الاتحاد، لكن السوار الحديدي «المخيف» يبعد عشاق البحث عن المشكلات من الدخول بحرية، ويجعلهم يحسبون حساب العواقب.

يخطئ من يعتقد أن العقود الجديدة مهما كان حجمها قادرة على إزالة كل المشكلات المالية أمام الأندية، قد تخفف من حجمها لكنها لن تنهيها.

هل من غير المنطق أو المعقول أن يخسر فريق؟ إذا كانت هذه قاعدة الانتماء للأندية، فربما تكون هي أساس كل ما نعانيه في كرة القدم السعودية.