رياح التغيير!

عادل عصام الدين

TT

لفت نظري العنوان الذي اختارته «الشرق الأوسط» حول تقدم المنتخب السعودي لكرة القدم 10 مراكز في التصنيف الدولي الشهري:

«الفيفا: هبت رياح التغيير فاستعاد الأخضر موقعه في موازين القوى الآسيوية».

والتغيير الذي حدث تمثل في فوز المنتخب السعودي على منافسه الصيني، ولكن أمام المنتخب السعودي الكثير من الخطوات لكي يعود إلى الصدارة الآسيوية، ولست ممن يؤيدون الخطوات قصيرة المدى وحدها على الرغم من أهميتها، ذلك أن الكرة السعودية بحاجة ماسة إلى خطط طويلة الأجل، وإلا فإن المهمة لن تكون سهلة (إن لم تكن مستحيلة) في ظل الإمكانات الحالية.

وبقراءة سريعة لترتيب المنتخب السعودي آسيويا نجده يحتل المركز الثالث عشر بعد أن كان صاحب البطولات والصدارة لفترة ليست قصيرة، وهو يأتي اليوم بعد المنتخبات العربية الآسيوية (العراق والأردن والإمارات وقطر وعمان) وحتى على المستوى العربي، حل المنتخب السعودي في المركز الثالث عشر، وهو ترتيب لا يتناسب والفريق السعودي بما يملكه من إمكانات في الوقت الراهن، أي أن الإمكانات المتوفرة الآن من المفترض أن تضعه في مركز أفضل. وكنت تناولت مسألة الاستعانة باللاعب الأجنبي، وما زلت أرى أن التأثير السلبي أكثر من التأثير الإيجابي، لا سيما على مستوى المنتخب تحديدا.

ومع أن مشاركات الأندية السعودية آسيويا مهمة للغاية، إلا أن سمعة وترتيب المنتخب من المؤكد أكثر أهمية، ولو عدنا إلى مباراة الفريقين الكبيرين الأخيرة بين الأهلي والاتحاد نجد أن من سجلا الهدفين كانا من اللاعبين الأجانب، ثم إن كل المراكز الهجومية المؤثرة كانت من نصيب اللاعبين الأجانب، وينسحب هذا الوضع على بقية الفرق الكبيرة، وكنت قد طالبت بإلغاء الاستعانة في ظل هذا التراجع الخطير، أما إن كانت الأندية ستتضرر آسيويا، فلا بأس من الاستعانة باللاعب الأجنبي حسب النظام الآسيوي، على أن يجري التغيير أو التعديل محليا، بحيث تتاح أكبر فرصة للسعوديين للمشاركة، بدلا من الجلوس في المقاعد الاحتياطية والاكتفاء بالمشاهدة.

ماذا لو استعانت الأندية بلاعب أو لاعبين فقط مراعاة للمشاركات الآسيوية خشية حدوث فجوة أو خلل كبير من الناحية الفنية، ما دامت فكرة الإلغاء ليست مرغوبة في الوقت الحاضر على الأقل؟!

ثم أليس من الأفضل الاستعانة بلاعب مميز جدا وبعقد مرتفع الثمن أفضل من الاستعانة بلاعبين عاديين بعضهم أقل كفاءة ومقدرة من اللاعب السعودي؟!

أعود وأقول إن المنتخب أكثر أهمية، وبعد ذلك تأتي الأندية على المستوى الآسيوي، ومن ثم تأتي مصلحة الأندية محليا.

[email protected]