رغم ترشح قطبي العاصمة لنهائي كأس ولي العهد، فإن ذلك لا ينفي أن خريطة المنافسة في الكرة السعودية تشهد تقلبات قد تعيد بناء المعادلة من جديد، والحقيقة أنني لا أستغرب، ولا يمكن أن أسميها مفاجأة، إذا رأينا الفتح يتوج بطلا لدوري المحترفين، والرائد أو الفيصلي أو نجران بطلا لكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين في العام المقبل، كل ذلك لسبب بسيط جدا وهو أن التركيبة الخاطئة للوائح والقوانين التي تسير الرياضة تسهم في سقوط العمالقة الكبار: الهلال، والنصر، والاتحاد والشباب، حيث أصبحت مداخيل هذه الأندية لا تغطي أجور اللاعبين، وأصبحت ديون الأندية ككرة الثلج التي تتدحرج خلف «تسليك» لجنة الاحتراف لهذه الكوارث المالية المنتظرة، وبعد حين من الزمن سيكتشف من يدحرجها أنها كبرت إلى درجة أنها لا يمكن أن تدلف مع أي باب!
ومن خلال قراءة بسيطة، يتضح أن تراجع الأندية الكبيرة دفع بالفتح ليقفز إلى الصدارة، وربما يدفع بأندية أخرى في المواسم المقبلة إذا ما أحسنت إداراتها العمل وسارت على نهج إدارة نموذجي الأحساء، وبالمناسبة فقد توقعت النهضة الفتحاوية في هذه المساحة قبل 3 سنوات، وهذا التوقع كان مبنيا على ما نراه من عمل ولم يكن يحتاج إلى ذكاء كبير أو عبقرية للتوصل إليه. فالعمل الفتحاوي مبني على رؤية واضحة واستراتيجية قابلة للتطبيق وينفذ بدقة، أما أندية المداخيل العالية فلا أستطيع أن أسمي ما يحدث فيها سوى «عبث» بالأموال من أجل تحقيق أمجاد شخصية للرؤساء الحاليين على حساب مستقبل هذه الأندية، بل والأدهى من ذلك أن بعض الإدارات تؤجل دفع الالتزامات لكي ترهق كاهل الإدارات التي تخلفها لكي لا تتمكن من تحقيق الإنجازات، وذلك على طريقة «أنا ومن بعدي الطوفان»!
أتمنى أن تنجح تجربة الفتح هذا الموسم ليحقق بطولة الدوري وتترسخ تجربتهم كأنموذج واضح للعمل في الأندية، فربما يبدأ المجتمع الرياضي الاقتناع بأن المال ورجال المال ليسوا كل شيء، وأن لا مال أفضل من العقل!
التزوير
أشرت الأسبوع قبل الماضي إلى قضية تزوير توقيع اللاعب أحمد القرشي المحترف في الوحدة، وقلت إن مرور القضية من دون عقوبات يعتبر كارثة، والغريب أن لجنة الاحتراف قد قصرت العقوبة على مدير الاحتراف وتغاضت عن النادي.. هل حدث هذا من دون علم الإدارة ؟ أليس من المفترض أن تحمل أي وثيقة أو نموذج توقيعات مدير الاحتراف ومدير عام الكرة ورئيس النادي؟ أعتقد أن اتحاد الكرة لا يملك الشجاعة في اتخاذ قرارات صارمة!