لمن ستسهر الرياض؟

أحمد صادق دياب

TT

* لا حديث منذ فترة إلا عن اللقاء المرتقب بين الهلال والنصر، أو النصر والهلال، على نهائي كأس ولي العهد، ولا أعتقد أن سيناريو أكثر إثارة كان يمكن كتابته لنهاية مميزة لهذه البطولة. لا، لن أتحدث عن الجوانب الفنية بين الفريقين، ولكنني أتحدث عن مباراة مستمرة منذ أن تأهل الفريقان للنهائي الكبير بين مشجعيهما عبر برامج التواصل الاجتماعي... لغة الوثوق والتحدي تتعانق مع الكلمات المشجعة التي تعطي لكرة القدم حلاوتها، وتمنح المباراة إثارة غير مسبوقة من فترة ليست بالقصيرة، ولا يخلو الأمر من بعض الخروج عن النص في التعليقات المتبادلة والتفسيرات المتناقضة، وفي حدود معقولة.

* كثير من النصروايين يعتقدون، وربما لأول مرة منذ فترة، أن فريقهم مؤهل تماما لتجاوز الفريق الهلالي والوصول إلى الكأس التي سيكون لها طعم خاص جدا أمام غريمهم التقليدي الهلال... بينما الهلاليون يتحدثون بلغة واثقة في فريقهم، وأن الكأس ليست فقط من نصيبهم ولكنها ستكون نكسة جديدة للنصر تعيده إلى دوامة أخرى، لم يصدق أنه خرج منها.

* الجميل في وصول النصر إلى النهائي بهذا الشكل المثير أنه أعاد إلينا الكثير من الوجوه الجميلة التي اختفت مع غياب النصر عن البطولات، وتحدثوا بشوق كبير عن فريقهم ومكانته الكبيرة، وشاركوا بفعالية في الرد على الهلاليين الذين تحدثوا عن المباراة.

* ربما، ولأول مرة أيضا، ومن فترة ليست بالقصيرة، يتفق الهلاليون والنصراويون على أن المباراة متكافئة كثيرا، ولا مجال لسيطرة (ورقية) لأحدهما على الآخر، وهو ما يمكن أن يلمح إلى أننا أمام مباراة لن تجد خلالها مقعدا واحدا فارغا في الملعب الكبير.

* من المثير فعلا أن نشاهد هذا الاهتمام الذي يدقق فيه جمهور الفريقين على التفاصيل الصغيرة جدا لكل معسكر، فجمهور النصر ركز على البطاقة الصفراء التي ظن أنها منحت للفرج الهلالي، واتضح عدم صحتها، بينما ركز جمهور الهلال على عدم سلامة السماح للنصر باستقدام محترف جديد بديلا لأيوفي المصاب، واتضحت سلامة الموقف النصرواي من حيث الإجراءات.كل يحاول أن يدفع بورقة الضغط لصالح فريقه وإشغال المعسكر الآخر.

* جميلة هذه الثقة جدا لدى الجماهير، ورائع أن يدفع الجمهور نجومه نحو تقديم أفضل ما لديهم، وأن يشعر اللاعبون بحرارة الجماهير ولهفتها، تلك التي تود تأكيد سيطرتها على هذه البطولة، أو تلك التي تريد أن تعيد تاريخا ابتعد عنها طويلا.

* هذه هي حلاوة كرة القدم بالفعل، وجمال عشقها والتعلق بها، لكن الحقيقة هي أن المباراة في الملعب، ونتيجتها الوحيدة المحسوبة هناك، وهناك فقط. وعلينا جميعا التسليم بما تؤول إليه المباراة، وفي أي اتجاه، حتى لو كانت عكس رغباتنا.

* ما أعرف أنه حقيقة لا بد منها أن جمهور أحد الفريقين سينام حزينا بعد المباراة، بينما سترقص الرياض طربا وبهجة مع جمهور الفريق الفائز، وتنتهي عند ذلك التكهنات والتحديات والمبارزة بالكلمات.