«أدلجة الرياضة؟!»

مساعد العصيمي

TT

كما أن هناك من يتاجر بالدين من خلال حشو رؤوس البسطاء بالتفاهات والمقارنات وكثير من كره للآخر لكي يسيطر عليهم ويقودهم كالقطيع.. فإن الرياضة التنافسية باتت تشبه ذلك حينما اقتربت من أن تكون آيديولوجية مقيتة، تشابه في مضامينها ما يفعله تجار الدين شرقا وغربا.. والمبتغى، السيطرة على أصحاب الانتماء وجعلهم كالقطيع يكرهون ما يكره ويحبون ما يحب.. بل إن الولاء والعداء في كرة القدم تجاوز إلى عدم تصديق العين والإيمان بالموثق، بل الانحراف مع ألوية الرفض والكره التي أسست ركائزها في الرياضة السعودية.

لن نتحدث عن نتاج الانقياد خلف المؤزمين الحاقدين وما فعله في مصر لتشهد بورسعيد أكبر كارثة كراهية كروية على مدار التاريخ.. لكن يبدو أننا نقترب من ذلك جراء أن خانعين محبطين، يحملون مسمى شرفيين وإداريين، انقلب بعض منهم إلى الإعلام، مشاركة أو سيطرة، ليعيث فيه من جراء بغضاء تسيطر على فؤاده؛ وهاهو النتاج درجات من الكراهية والرفض، لم نبلغ مثلها من قبل.. ولتعلموا كيف أن عبثا برؤوس البسطاء يزداد ضراوة، اقرأوا ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الأندية، وتأملوا ما يتقاذف به ضيوف كثير من البرامج الرياضية ليعلنوا عن مرحلة من ضعضعة المجتمع كأنهم يعيدونه إلى النزاع القبلي قبل توحيد هذه البلاد، لا سيما أنه نزاع حضر بآلية جديدة، ومفهوم وفكر أكثر حداثة، تحت عنوان أدلجة الرياضة السعودية، لأجل مزيد من البغضاء والتفرقة.

إداريو الأضواء والتشخيص، هم من صنع ذلك، وأطره إما بأموالهم أو باستغلال التعصب وبث كثير من المخلات كرفض تفوق المنافس والتشكيك في العمل القيادي ونبذ كل من يخالفهم تشجيعا؛ وقد سهل عملهم وسط البيئة التشجيعية والإعلامية المهيأة لمثل ذلك.

كرة القدم تكاد تكون المتنفس الوحيد لشبابنا.. لكنها لم تسلم من العابثين الخطرين.. الآن، اقرأوا الخطاب الحاضر قبل مواجهة نهائي كأس ولي العهد لتعلموا أي عبث بعقول شبابنا نعيشه، وأخشى أن يتجاوز قراصنة الرياضة تجار الدين لتكون الطامة أكبر..

[email protected]