أكبر من السرقة!

عادل عصام الدين

TT

انشغلت بعض وسائل الإعلام بما حدث في «استاد» الملك فهد، حيث سرقت جوالات ثلاثة من لاعبي الشباب، ومثل هذه السرقة ليست المرة الأولى، فقد سبقتها سرقات من هذا النوع!

ومع أن امتداد السرقات إلى الملاعب الرسمية يستحق النقاش والطرح إعلاميا، وقبل ذلك التحقيق المكثف من الجهات الرسمية، إلا أنني أرى أن في المسألة ما هو أهم، لأن سرقة الجوالات منتشرة في كل مكان.

مثل هذه السرقة تدفعني إلى طرح السؤال التالي: ولماذا يأخذ اللاعب «الجوال» أو الجهاز المحمول معه إلى «الاستاد»؟! ومن هو هذا الشخص المهم جدا جدا الذي لا يستطيع الاستغناء عن الجوال خلال هذه المدة القصيرة؟! ثم إذا كانت ثمة مكالمات ضرورية منتظرة فهناك الجهاز الإداري الذي بإمكانه نقل أي رسالة مهمة، هذا إذا كانت هناك رسالة أو خبر مهم، سواء كان مؤلما أو مفرحا، مع أن مثل هذا الأمر نادر الحدوث.

أريد أن أقول وقد تناولت بتركيز شديد قبل أيام أهمية الإعداد الذهني قبل المباريات وكيف يكون التركيز مؤثرا جدا، سواء قبل أو أثناء المباريات، إن الجوال يشتت الذهن، الأمر الذي يؤثر سلبيا على التركيز، والأدهى والأمرّ أن يستخدم اللاعب جهاز الجوال حتى وهو في الحافلة (الباص) وهو متجه إلى الملعب أو في غرفة الملابس قبل ساعة من بدء المباراة!

أي احتراف هذا؟! وكيف يتحقق التركيز في المباراة في حين أن الإعداد الذهني ليس في أفضل حاله؟! ثم كيف يسكت المدرب أو الجهاز الفني عن تجاوز أو خلل هكذا؟!

كنت أشاهد اللاعبين أثناء مرافقتي للمنتخبات السعودية وهم يستخدمون المسجلات الصغيرة في الحافلات قبل التدريبات أو المباريات، ومن المؤكد أن لاعبي الجيل الحالي يستخدمون الـ«آي بود»، لكن الجوال حكاية أخرى بكل تأكيد، لأنه يشتت التركيز، ويكفي أن اللاعب يعرض نفسه لسماع شتى أنواع المنغصات من الأخبار المزعجة وربما الحوارات المستفزة المثيرة.

حادثة السرقة تستحق أن تناقش إعلاميا، لكن ماذا عن حمل الجوال في مثل هذا الوقت؟! هذا هو السؤال الكبير!

[email protected]