«هلالية».. ولو كبلتها الظروف!

هيا الغامدي

TT

أتساءل لو كان الأخطبوط عراف كأس العالم «بول» ما زال على قيد الحياة، هل كان سيتجاوز الهلال باختياره لبطل كأس ولي العهد اليوم وهو ينازل شقيقه النصر عطفا على ظروف الفريقين؟!

الهلال يعيش مرحلة غير مستقرة من التغييرات الفنية والإدارية والعناصرية، كما أن نتائجه «لا تسر»، وصراحة هي كذلك منذ مغادرة «طيب الذكر» جريتيس، وينبغي على الهلاليين الاعتراف بذلك، فكل من أتى بعد البلجيكي لم يكن يلعب إلا بإمكانات الفريق، واجتهاد لاعبيه، كما أن للجابر سامي بصمته التي كانت تسهل من مهمة أي مدرب يعمل جانبه!

الإدارة الهلالية الكبيرة هي المعنية بكل ما حدث للفريق من تغييرات، وبالتالي هبوط المستويات جراء اختياراتها؛ بل قناعاتها ببعض المسائل، تسريح هذا والاستغناء عن هذا، والمكابرة على ذاك، لذا فلا تلوموا الناقد لو تخطى الهلال باختياره البطل، ولو كان عرافا كالأخطبوط «بول»!

متناقضات عدة تجمع أطراف المنافسة الختامية المحمومة على الكأس بين الزعيم والعالمي الليلة، فيكفي أن ندرك أن المتبارين - مهما اختلفت قوى الموازنة بينهما فنيا - يظلان الحلقة الأقوى، والصوت الأجهر في مواجهات الديربي العادية، فما بالك بالنهائي على الكأس؟!

وضعية كرة القدم الديناميكية الدورية أشبه بالحقيقة الماثلة لهذه الكرة البلاستيكية بالاستدارة كصنع، والاستدارة كهندسة طبيعية، والاستدارة كـ«هوى واستمالة»، فوضعية الهلال الفنية المتردية تقابلها وضعية فنية فائقة الجودة لدى النصر المستقر فنيا وإداريا ومتوافق عناصريا. التاريخ يسجل الأبطال، وينصف الهلال، ولكن الحاضر لا يغري بمزيد من الانغماس بحالة الكأس!

الهلال يدخل النهائي بإخفاق «دوري» أمام النصر، وخيبة وصول إلى مقدمة زين التي اعتادها، ونكسة مباراة الشباب التي خسرها، وجملة من «وقفات النفس»، في حين أن النصر العكس، أوضاعه إيجابية جدا لأن يكسب الهلال، خصوصا في هذه المرحلة، ويستغل ظروفه، وإن لم يفعل، فمتى يفعلها إذن؟!

الصراع الفني داخل المستطيل تحكمه قناعات مدرستين من قارتين مختلفتين أوروبية وأميركية لاتينية، ومعروف أن كرواتيا ككرة قدم متقدمة عن مثيلتها الأوروغوانية بمراحل ديناميكية وبشرية وفنية، «ولكن» حساب زمن الميدان يختلف عطفا على أمور عدة تحكمها الوضعيات والتحضيرات والمخططات. حظوظ الفريقين متساوية كتاريخ وكيمياء للهلال، وكجغرافيا وفيزياء للنصر، وتبقى الخبرة وتفعيلها للوجه الإيجابي أو السلبي للسنوات مع حسين عبد الغني نصراويا، وياسر القحطاني هلاليا، وما بين «الأعصاب» و«النفسيات» يبقى الحكم على «كونترول» التحكم بهذا وانفلات ذاك! الصفارة الإيطالية التي ستضبط إيقاع النهائي «عين حمراء» ينبغي الانتباه إليها، لكونها تهوى الزلل، وسخية بالجزائيات التي يمكن أن تغير مجرى المباراة في ثوان! والفريق الذي سيضبط أعصابه سيظفر بالمراد!

مفسرو الأحلام توقعوها «هلالية»، ويحكى أن الأخطبوط الألماني «بول» كان هلاليا، وكل الظروف الحالية لا تدلل على ذلك، ولكنني بمعية هؤلاء أتوقع أن الكاريزما التي أهلت هذا الأزرق للحصول على اللقب كأكثرية مطلقة، وكتخصص وكهيمنة آخر خمس سنوات، تفعل ما لم يتوقعه المحلل المحايد البعيد، خصوصا بقائمة الحظوظ النصراوية بالنهائيات.

مع الأمنيات بالتوفيق للفريقين، ولقاء ختامي سام، ترتفع فيه المستويات الفنية والأخلاقية لتتناسب مع الرعاية الكريمة لسمو ولي العهد الأمين سلمان بن عبد العزيز الذي سيتشرف رياضيو المملكة بحضوره وتشريفه ولقائه أبناءه الرياضيين - حفظه الله ورعاه.