أليغري.. المدرب المثالي في متابعة نضج لاعبيه

أومبرتو زابيللوني

TT

إن نجاح المدرب ماسيميليانو أليغري، البالغ من العمر 45 عاما، في تحقيق الفوز مع فريقه الميلان على خصمه الإسباني البارسا لا يمثل حدثا استثنائيا في كرة القدم فحسب، لكن من المفترض أيضا أن يكون نموذجا يُحتذى به في عالم كرة القدم. ذلك النموذج الذي يعتمد بأكمله على الثقة، التي لم يبخل بها أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان أبدا تجاه المدرب أليغري.

وعلى وجه التحديد في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل 119 يوما من الليلة الساحرة في استاد سان سيرو أمام برشلونة الإسباني، كان أليغري مدربا مثقلا بالأعباء وإنسانا في أزمة. وفي مباراة ملقا، مُني بالهزيمة الثالثة على التوالي، بعد سقوطه أمام الإنتر ولاتسيو، وهما الخصمان اللذان ينتظران جولة أخرى حاسمة في التنافس مع الميلان الآن على المركز الثالث. وفي تلك اللحظات، لم يكن المدرب موضع انتقاد رئيس النادي سلفيو برلسكوني فحسب، ولكن أيضا على صفحات الإنترنت الخاصة بالمشجعين. وقد واجه أليغري حينها فرضيات تهدد بقاءه على مقعد التدريب. وارتفعت احتمالات رحيله عن الفريق بعد الهزيمة أمام فيورنتينا في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ولم تضم جريدة «لا غازيتا ديللو سبورت» صوتها إلى الجماهير، ورفعت شعار «إقالته الآن غير مجدية». وأكمل أدريانو غالياني المسيرة بمنح المدرب الثقة وإنقاذه، ومن ثم إنقاذ الميلان. ولم تنته زلات الفريق (بالهزيمة أمام روما والإقصاء من كأس إيطاليا)، ولكن نجح المدرب أليغري في بناء فريق شاب بمستقبل واعد بعد أن بدا على حافة الانهيار، خاصة بعد صفقات الاستغناء الصيفية. وقد تحمل الانتقادات الرئاسية المعتادة، ثم قام بتحول إيجابي غير معقول في الدوري الإيطالي وفي دوري الأبطال بالتغلب على برشلونة. وتفجرت موهبة الفرعون الصغير ستيفان الشعراوي بسهولة، ثم اشترى نادي الميلان بطاقة ماريو بالوتيللي الفذ. وصاحب المدرب أليغري المهاجم الشعراوي في مسيرة نضجه بذكاء، ولم يخطئ في شيء، وبالنسبة لمهاجم المنتخب الإيطالي بالوتيللي أيضا سيديره المدرب أليغري بعناية، لكي ينقذه من نفسه قبل أي شيء آخر. وعلى هذا الصعيد أيضا، أبلى أليغري بلاء حسنا أفضل من آخرين كثيرين.

وستتبلور إنجازات المدرب أليغري أكثر خلال الشهر المقبل، نظرا لأنه لا شيء يمنع الميلان من الانطلاق، في مواجهة لاتسيو في الدوري الإيطالي، ومواجهة الفريق الكتالوني في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال على ملعب كامب نو. ومن جهة أخرى، يتعين على سلفيو برلسكوني أن يقتنع بأن ماسيميليانو أليغري مدرب جوهره مثالي، كما أنه الشخص المناسب لإعادة بناء فريق الميلان حول لاعبيه الشباب الواعدين. وعندما سيفهم أنه في الملعب يحتاج الأمر إلى الخططية الجيدة إلى جانب العضلات القوية، سيصبح فريق الميلان مثاليا.