بعيدا عن مقص الرقيب!

أحمد صادق دياب

TT

انتهت المسابقة الكبيرة على كأس ولي العهد، وفاز الهلال بالكأس والبطولة، وفاز النصر بالاحترام الكبير من قبل الجميع... لست هنا في مجال للتحليل الفني للمباراة، ولكن من المهم أن نستفيد من كثير من المشاهد المصاحبة للبطولة، وشكلت جزءا منها سلبا أو إيجابا...

إيجابيا، دونت هذه الملاحظات:

1 - تلك الكلمات الرائعة التي وجهها سمو ولي العهد، حيال قطع نقل المباراة عند وصوله، التي تؤكد حرصه كمسؤول على المناسبة الغالية.

2 - بكل روح رياضية، تقدم رئيس النصر ومدرب الفريق بتقديم التهنئة لأفراد الهلال في غرفة ملابسهم، وهي بادرة جميلة تعيدنا إلى روح التنافس الإيجابي...

3 - الروح الجميلة التي سادت اللقاء بين اللاعبين، وحتى بعد المباراة في أجواء حميمية رائعة، أكدت لنا أن التنافس في الملعب فقط..

4 - حضور تلك الأعداد الكبيرة من الجماهير من الطرفين، والمشهد الجمالي الرائع الذي شكلته ألوان الفريقين، وبقاؤها في الملعب بعد المباراة بتلك الأعداد الكبيرة لمشاهدة التتويج...

5 - تقبل الجمهور النصراوي العريض خسارة البطولة، بشكل مذهل، شكل وعيا رائعا لمفهوم الفوز والخسارة في كرة القدم.. وإحساسهم أن فريقهم قدم ما كان مطلوبا منه بالضبط، ولم يحالفه التوفيق.

6 - الهدوء المتزن الذي تعامل به الإعلام مع المباراة..

7 - تصريح ياسر القحطاني بعد المباراة، وحديثه الإيجابي عن النصر..

8 - المجهود الكبير الذي بذله البريد السعودي في توزيع التذاكر....

سلبيا، دونت أيضا هذه الملاحظات:

1 - ذلك الفراغ الكبير بين الجماهير في أفضل موقع في الملعب للمشاهدة

2 - تفسير ما قاله الأمير عبد الرحمن بن مساعد بعد المباراة بشكل خاطئ تماما، اضطره لتفسيره لاحقا.

3 - قطع البث التلفزيوني.

4 - بعض التعليقات الخارجة عن نص الأخلاق الرياضية، من قبل بعض الإعلاميين في وسائل التواصل الاجتماعي.

رغم أن المباراة من الناحية الفنية كانت متوسطة المستوى، وهذا كان متوقعا، لكن الحماس والتنافس التقليدي الكبير بين قطبي العاصمة شكلا علامة فارقة في النهائي الكبير، وتمكن النصر رغم خسارته للبطولة من الخروج من عنق الزجاجة بهدوء، وبكثير من التعاطف الجماهيري بعيدا عن التشنج والمطالبات بالتغيير، الذي عادة ما يصاحب الخروج من بطولة..

وأسكتت بطولة الهلال الكثير من الألسن الزرقاء، التي ظلت وعلى مدى ليس بالقصير تضغط على الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وتقلل من عطائه للفريق، ومن استراتيجيته، وقد قابلها بصمت حكيم، وأجبرها على أن تتحول إلى الإشادة به، وبسياسته..

متفرقات:

غادر كانيدا الاتحاد بقضية لا أهمية لها بعدم مصافحة نور، وهو الأمر الذي لا يقلل من نور، بل يحطم ما تبقى من كانيدا في ذاكرة الاتحاديين.

البعض – مع الأسف - من الإعلاميين وجد مساحة في «تويتر»، بعيدا عن مقص الرقيب الأخلاقي، ليمارس أخلاقه وأهدافه المؤدية إلى زيادة «الوجع الرياضي» بين الجماهير بكل تهور.