ديربي ميلانو متوازن القوى

ألبرتو تشيروتي

TT

توج لقاء ديربي ميلانو مهاجمين متألقين، وهما الشعراوي الذي حقق التقدم للميلان بهدفه المدهش، وسكيلوتو الذي أدرك التعادل للإنتر. واختفى أثر بالوتيللي لأول مرة في صفوف الميلان، وعلى العكس استمرت مجهودات حارس مرمى الإنتر الساحرة، حيث تصدى هاندانوفيتش بقوة للخصم وحد من الأضرار في البداية، ثم أرسى قواعد التحول في الشوط الثاني. وبعيدا عن الأفضال وأخطاء الأفراد، لم يتحقق هذا التعادل منذ تسعة أعوام ونصف في ظل السباق على المركز الثالث، حيث أوقف التعادل الميلان الذي انطلق بشكل حاسم والإنتر الذي كان يحلم بتجاوز غريمه التقليدي.

وعلى أي حال، يبقى الانطباع الجيد عن هذه المنافسة القوية في لقاء الديربي الذي يعتبر أفضل بكل تأكيد من لقاء الدور الأول من الدوري الإيطالي، في ظل انطلاق الميلان متقدما على خصمه، ولكنه لم يستغل تفوقه عليه بعد هدف الشعراوي الرائع، الذي كان بارعا في استغلال العيوب الخططية في تشكيلة ستراماتشوني، الذي فاجأ الجميع بالاستغناء التام عن الوافدين الجدد في البداية. وفي ظل عدم الدفع بروكي، الذي جلس على مقعد البدلاء كبديل للمهاجم ميليتو، اختفت أيضا مواهب كوزمانوفيتش، ولجأ مدرب الإنتر الشاب إلى دعم الأجناب بالدفع بسكيلوتو، كما غابت بطولة الشاب كوفازيتش. وبالتضحية بالكولومبي غوارين على الجانب الأيمن، كما كان يلعب في مباراة تورينو الماضية حينما قدم أسوأ مباراة له، أمام ناغاتامو المشتت، ومع ألفاريز على الجانب الأيسر في طريق زانيتي. واختل توازن الإنتر حينما تقدم دي شيليو، وفي الشوط الثاني فقط في ظل تصدي هاندانوفيتش البارع، نجح ستراماتشوني في الركض نحو التعادل. ومع وجود زانيتي على الجانب الأيمن وناغاتامو على الجانب الأيسر، قلت المخاطر، وبما أن الميلان كان قد فقد الحماسة الأولى أصبحت المباراة متوازنة القوى. وقام التغيير بباقي الأمور، بدأ بالدفع بسكيلوتو في محل كامبياسو، الذي سمح لغوارين بالتحرك في وسط الملعب. وقد نجح سكيلوتو، بفضل الحرية التي منحه إياها ميكسيس وزاباتا، في أن يسجل برأسه هدف التعادل.

إذن، ليس بالوتيللي دائما هو سبب الفوز في الميلان، وليس برشلونة هو الخصم المفضل. وعلى العكس، لا يتنفس الإنتر الصعداء فقط في مباريات فيورنتينا وسيينا، حيث بات الإنتر بفارق نقطة واحدة أقل من الميلان، بعد أن خاطر بأن يصبحوا أربع نقاط. ولكن المشكلة الحقيقية أن لاتسيو قد يستفيد من هذا النزاع ويقتنص وحده المركز الثالث، من دون التقليل من شأن فيورنتينا الذي قد يلحق بالميلان في حالة تحقيق الفوز، متخطيا الإنتر.

وعلى العكس، لم يضيف التعادل (1-1) شيئا على ابتسامة المدرب أنطونيو كونتي، الذي احتفل بعد الظهيرة بانتصار اليوفي بثلاثية نظيفة على فريقه السابق سيينا، وجاءت النتيجة بشكل أسهل بكثير مقارنة بمباراة الدور الأول من الدوري الإيطالي، التي انتهت بنتيجة (2-1) قبل خمس دقائق من نهاية المباراة. ويعد هذا الفوز الطريقة الأفضل لنسيان الهزيمة المحزنة الماضية أمام روما، ولكن بشكل خاص لزيادة الضغوط على فريق نابولي في المركز الثاني، في ظل انتظار المواجهة المباشرة بين كلا الفريقين الجمعة المقبلة، في إطار الجولة الـ27 الحاسمة في التنافس على الدرع.