المشجع والمتابع والمعجب

عادل عصام الدين

TT

قدم الزميل هاني عبد السلام من لندن مادة جميلة لقراء «الشرق الأوسط» تحت عنوان «مانشستر يونايتد الأغنى والأكثر جماهيرية في العالم» حول أغنى 10 أندية في العالم حسب تقديرات «فوربس». والحقيقة أن ترتيب قائمة الأغنى ليست مفاجئة أو غير عادية، وقد حملت أسماء ألمان يونايتد، وريال مدريد، وبرشلونة، والآرسنال، وبايرن ميونيخ، وميلان، وتشيلسي، وليفربول، واليوفي، وشالكه، وقد تم التأكيد على أرقام بنيت على الأرباح، بغض النظر عن الديون وما أكثرها، خاصة ديون الأندية الكبيرة ذات الإنفاق الضخم. الجديد فيما يتعلق بالشق الثاني الخاص بالجماهيرية، وهو موضوع شائك صعب يحتاج إلى الحيادية والمنهجية، إلا إذا اعتبرنا أن الأرباح تعني أو تدل على الجماهيرية!

وقد «اعتمد مانشستر يونايتد على نتائج المسح الذي قامت به شركة (كانتار) لمعرفة عدد محبيه في كل دولة من هذه الدول، وفي بقية أنحاء العالم... ومع ذلك شكك عدد من محللي كرة القدم في دقة الأرقام التي تم الإعلان عنها في شهر مايو (أيار) 2012؛ حيث قال نيك هاريس، وهو محرر موقع سبورت أتلجينس الرياضي إن فكرة مانشستر يونايتد لديه 108 ملايين مشجع في الصين وحدها حسب الأرقام الواردة من شركة الأبحاث غير دقيقة».

اللافت للنظر - في هذا السياق - أن هاريس يفرق بين المشجع والمتابع، وأنا أرى - أيضا - أن ثمة فارقا بين المشجع والمتابع؛ لأن التشجيع - غالبا – يدوم، في حين أن عامل المتابعة متغير، كما أن الإعجاب عامل آخر متغير ومهم ووقتي؛ لأن المرء قد يعجب بفريق ويتابعه حسب المستوى والنتائج والنجوم والأداء، وكنت أشرت مرارا وتكرارا إلى أن ثمة فارقا بين الشهرة والشعبية أو الجماهيرية. وتذكرت ما يقدمه لنا الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، مؤكدا أن الكثير من إحصاءاته جميل ومفيد، مع رفضي وعدم اقتناعي بالنتائج المتعلقة بأكثر اللاعبين شعبية في العالم؛ لأنها تعتمد على الاتصال، ولذلك يتصدرها لاعبون عرب وآسيويون!

كثيرون جدا يتابعون برشلونة هذه الأيام تحديدا، بيد أن هذه المتابعة المجنونة لا تعني تشجيع النادي الإسباني الشهير بقدر ما تعني الإعجاب، ومن المتوقع والطبيعي في عالم كرة القدم أن تنخفض نسبة المتابعة مستقبلا حسب النتائج.

أحد السعوديين يشجع مانشستر منذ أن كان تلميذا في المدرسة؛ ولكنه اليوم لا يترك مباراة لبرشلونة إلا ويتابعها، إعجابا بأداء هذا الفريق الحالي الممتع، فماذا يعني ذلك؟!

[email protected]