إشاعة!

طلال الحمود

TT

تابع كثيرون المشادة الكلامية التي دارت بين نائب رئيس نادي الاتحاد عادل جمجوم ومذيع القناة «الرياضية» السعودية عادل الزهراني وما حدث فيها من تجاوز وحِدّة لا تليق بالنائب ولا المذيع، ولا يبدو في الأمر جديد على اعتبار أن كثيرا من البرامج في القنوات الرياضية المتخصصة تغصّ بعشرات الضيوف والمذيعين الذين أتوا بما لم يأتِ به العادلان، ومع أنني على يقين بأن الخبرة خانت المذيع الشاب ولم يتمكن من إدارة الموقف بهدوء، إلا أن جمجوم لم يكن متصلا يمكن الصمود طويلا أمام عباراته غير المنتقاة وطريقته في طرح أفكاره، إذ حاول الزهراني أن يستوعب ما يقوله المتصل بثقة بتال القوس، ثم بابتسامة رجاء الله السلمي، ثم بإشارات تركي العجمة، قبل أن يطلق داود الشريان الذي في داخله ويضع حدا للمداخلة الهاتفية!

ومهما يكن الحكم على طرفي المشادة، إلا أنني أرى في مداخلات بعض مسؤولي الأندية ما يستحق «القمع» أمام المشاهدين؛ لأنه بظهوره في التلفزيون يجب أولا أن يحترم مسامع المتابعين بدلا من الحديث بطريقة توحي بأنه «سي السيد» وأن الجميع مجبورون على الاستماع لما يقوله حتى لو كان في الأمر إساءة.. كان من الأجدر بجمجوم أن يظهر لنفي الخبر في البرنامج ثم يتبع الإجراءات القانونية المناسبة في حال رأى أن الخبر الذي تم بثه إشاعة كما يقول، غير أنه ظهر ليتّهم القناة بترويج الإشاعات قبل أن يطلب من المذيع أن يزوّده بمصادر الأخبار التي تبثّها القناة، ولولا رحمة الله لطلب من المذيع بطاقته التلفزيونية!.. ومع احترامي للمهندس جمجوم إلا أنه فَقَدَ المصداقية أكثر من مرة، ما جعل الصحافيين يبحثون عن الخبر من خلال قنواتهم الخاصة، حدث هذا عندما نفى تغريدات كانيدا على موقع «تويتر» واعتبرها إشاعة قبل أن يظهر أحمد محتسب ويؤكدها، ثم حين نفى الأسبوع الماضي إجراء مفاوضات مع مدرب بديل تمهيدا لإقالة كانيدا معتبرا الأمر إشاعة، ثم حين نفى وجود خلافات بين محمد نور والمدرب الإسباني، معتبرا الأمر مجرد إشاعة قبل أن تظهر الحقيقة في حفلة وداع المدرب!.. وحتى يتوقف عتبنا على جمجوم ننتظر منه تغيير نظرته السلبية إلى الإعلام على اعتبار أن الصحافي لن يقف على باب رئيس النادي ينتظر أن يفتح أحدهم الباب ويضع في جيبه بيانا يتضمن ما يحدث داخل النادي، فالإعلامي يمتلك ذراعا طويلة تستطيع جلب الأخبار من حيث لا يعلم الآخرون، ويبقى من الأجدى لنائب رئيس نادي الاتحاد أن يراجع سياسته وأن يناور بحذر حفاظا على سمعة الإدارة التي ينتمي لها واحتراما لأنصار الاتحاد الذين لا يسعدون بمشاهدة مسؤولي ناديهم يتخبطون في القنوات الفضائية بطريقة لا توازي هيبة الاتحاد.