تزامن المشاركات أزمة مزمنة!

هيا الغامدي

TT

مواسم عديدة مرت على الكرة السعودية، لم يأت خراج أنديتها كما يجب، وبالشكل المطلوب، وهي تمثل الوطن خارجيا على أصعدة عدة، فأغلبية تلك المشاركات تأتي كتتمة طبيعية لحصاد المنتخب الأخضر الكبير، ولسوء برمجة المسابقات المحلية بشكل يجعلها متداخلة ومتزامنة مع نظيراتها القارية والإقليمية!

خمسة أندية مثلت الكرة السعودية اليومين الماضيين آسيويا، وعربيا، وخليجيا، لم ينجح منها إلا اثنان فقط «الشباب والأهلي» في مواجهة ممثلي الكرة القطرية الجيش والغرافة، والبقية وقعت في حفرة الأزمة المزمنة التي كانت وما زالت تعانيها الكرة، وتعايشها بتداخل المسابقات زمنيا، وتقاربها وتأثيرها في المخرجات!

وبالنظر إلى التوقيت الضيق وتوالي المشاركات على الأندية، فإن حصادها متزامن جدا، ومتوازن أكثر مع قائمة أولوياتها، فالهلال الذي خسر من العين قبل أيام قليلة، لعب على نهائي الكأس، وكسبه بعد سجال كروي ماراثوني طويل، وصل إلى الركلات الترجيحية، أنهك أغلبية العناصر الأساسية! قبلها بأيام بسيطة لعب لقاء دوري كبير أمام الشباب. النصر كذلك كان طرفا في نهائي الكأس أمام الهلال، وعايش الأوضاع الفنية والذهنية والنفسية ذاتها التي عاشها نظيره وهو يشارك عربيا، ويخسر أمام العربي الكويتي، حتى نجران الذي خسر مواجهته الخليجية أمام المحرق البحريني عايش أزمة تداخل مباريات الدوري والمباريات الخارجية!

إذن لا يجب أن نلوم الأندية كثيرا إذا خرجت بمسار نتائجها عن الوضع الذي لا نحب وإخفاقاتها المتكررة ما هي إلا نتاج الوضعية ذاتها. برأيي أن الحل الراهن يكمن في «البرمجة»، فالفريق الكبير هو الذي يجيد برمجة نفسه وإمكاناته لتتناسب مع ما يواجهه من ضغوط في المشاركات، فالاعتماد على أسماء بعينها ينهك اللاعب ويضر الفريق، وأنديتنا تزخر بالمسميات الاحتياطية، والتي لم تشارك في المباريات.

والأهم أن الأندية الخليجية المشاركة في دوري أبطال آسيا بما فيها السعودية ورثت - بصريح العبارة - نتاج منتخباتها التي شاركت في «خليجي 21» الأخيرة! فالأقوياء ظلوا على مكانتهم، والمتعثرون سقطوا سقوطا مدويا منذ الوهلة الأولى!

المنتخب الإماراتي.. العين.. كوزمين.. عموري «عمر عبد الرحمن العمودي»، وقبلها الأرض والزمان أسقطوا هلال السعودية من برج أفراحه العاجي البعيد! الهلاليون خسروا فرحة نقاط البداية كما خسروا قبلها كوزمين ورادوي وعموري سعودي الميلاد والنشأة الذي لعب للهلال في فئة الشباب 2000 - 2005م، لكنه أضاف إلى الكرة الإماراتية أبعادا عدة!

النصر خسر العربية وتعثر أمام العربي الكويتي، سقط فنيا، وسقط لاعبه سعود حمود وبعض زملائه أخلاقيا، لم يكفنا السقوط الفني سوءا لنبتلى بسقوط الأخلاق.

السقوط الفني يمكن تمريره بحجج عدة؛ ولكن من غير المبرر أن يتزامن ذلك مع السقوط الأخلاقي كـ«نرفزة» أو «بصق» أو خروج عن الروح الرياضية!

مثل هؤلاء الذين يعبثون باسم الوطن «كلاعبين» لا يمثلون إلا أنفسهم وأخلاقياتهم التي تربوا عليها. العقاب المادي لا يكفي العقاب المعنوي «التربوي» الذي يحتاجه البعض.

يا هؤلاء، يكفيكم المستوى الفني السيئ «إلا الوطن» لا تعبثوا باسمه بتصرفات همجية حمقاء! فالآخرون سيلصقونها بالملصق العريض، لاعب «سعودي» من ناد «سعودي»!

ولا ننسى المباركة للأهلي والشباب لفوزهما الابتدائي المريح، ونقاطهما الآسيوية الكاملة التي تخطيا من خلالها حاجز البداية، وللمتعثرين: «لا تغالطوا» أنفسكم بزلة البداية، ولا تجافوا الحقيقة، فالبدايات تؤثر.. والبدايات تمرر.. والبدايات تصنع التصورات المستقبلية للنهاية!