فتح على أنقاض العميد

مسلي آل معمر

TT

إذا ظهر الفتح كبطل جديد للدوري فإن ذلك يعني أن الساحة ستعيد ترتيب أوراقها من جديد، هذا يعني أن صراع المقدمة سيتسع، لكن ذلك إن حدث سيكون قد توافق مع السقوط القوي لعميد الأندية الاتحاد واستمرار غياب النصر وتضعضع الهلال والشباب، وأستطيع القول إن بروز الفتح قد جاء على أنقاض فريق الاتحاد المنهار، ربما أن المعادلة تزيد وتنقص بهذا الشكل يخرج فريق من الدائرة فيحل مكانه فريق آخر.

الجميل في الأمر أنه إذا ما فاز الفتح بالدوري فإن ذلك سيعيد ملامح رائعة من ملامح كرة القدم، وهي أن الجماعية غالبا ما تنتصر، كذلك لا يمكن أن يواصل أي فريق الانتصارات بلا روح، ويضاف إلى ذلك أن الإدارة المميزة تخلق فريقا مميزا. كل هذه الملامح هي التي قدمت فريق الشباب بطلا جديدا قبل أكثر من 20 عاما، بفريق بلا نجوم ولا جمهور، واستطاع هذا البطل أن يستمر في المنصات حتى يومنا هذا.

المؤكد أن كرة القدم ليست كيمياء أو فيزياء كما يقول أسطورة كرة القدم ماجد أحمد عبد الله، لكنها تحتاج إلى أدوات معينة وطريقة عمل بسيطة، وإذا ما غابت إحدى هذه الأدوات أو أهملت الطريقة فإن الأمور تصبح أكثر تعقيدا، لكن الموهبة والجماعية والروح من الممكن أن تنسف الكثير من النظريات كما يقول الزميل سامي الفليح عن منتخب العراق الذي حقق كأس آسيا 2007 حيث قال: العراقيون نسفوا كل النظريات، وهو أنك من الممكن أن تحقق الإنجاز بلا مال ولا اتحاد ولا مدرب وبوطن تأكله الحروب!

أعود إلى العميد فأقول إن ما يحدث فيه قد يحدث في أندية أخرى فهو يسبق شقيقه الأصفر الآخر النصر بـ6 أشهر، فكلا الناديين تورطا بإدارات تعتمد طريقة «هاند أوفر» للديون تجاه الإدارات اللاحقة مما أغرق أصفر الغربية ويهدد أصفر الوسطى، وما يظهر الآن في العميد أتوقع أن نشاهده في العالمي بعد أشهر بسيطة، وهنا يبرز دور النظام المغيب من اتحاد الكرة والرئاسة العامة لرعاية الشباب والجمعيتين العموميتين في الناديين.. وإلا أين نتائج عمل اللجنة المشكلة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لمراجعة الحسابات الختامية لنادي الاتحاد؟

عموما.. لا أخفي أن قلبي مع الفتح هذا الموسم لتحقيق بطولة دوري المحترفين، لأن ذلك سيعيد إلى المنافسة اعتبارات عدة وقد يقدم درسا لإدارات الأندية الأخرى، ويلفت انتباهنا إلى أن الروح والنظام والجماعية قد تنتصر بقوة على المال والعشوائية واللعب على عواطف الجماهير. أقول ربما نستوعب ذلك إذا ما حقق أبناء النخيل الحلم الذي أصبح سهلا للأسف!