الدوري الإيطالي نسخة مصغرة من الانتخابات التشريعية!

لويجي جارلاندو

TT

دعونا نتساءل مع بداية الانتخابات كيف صوت الدوري الإيطالي؟ لقد صوت الدوري مثل الإيطاليين. فهناك فريق نابولي الذي يرتدي ثوب السياسي بيرساني ويمتلئ بالحماس بفضل استطلاعات الرأي التي تؤكد نضجه واستعداده للفوز باللقب. وكان ماتزاري مدرب الفريق يمتلك طموحا كبيرا لتحقيق الانتفاضة وتقليل الفارق مع اليوفي إلى نقطتين فقط بعد لقاء الفريقين معا في استاد سان باولو، لكنه وجد نفسه فجأة يبتعد عن الصدارة بـ6 نقاط كاملة عكس كل النتائج الأولية.

وهناك فريق الميلان الذي بدا ضائعا بعد هزيمته في 5 مباريات من أول 8 مواجهات في الدوري وتألق الفرق الأخرى. وتعرض المدرب أليغري لكثير من الانتقادات والسخرية وفقد دعم برلسكوني رئيس النادي مثلما كانت أحزاب اليسار تسخر من برلسكوني وتصفه بأنه «لا يفقه شيئا». لكن أليغري، مثل برلسكوني، نجح في تحقيق الانتفاضة الكبيرة التي فاقت التوقعات ووصلت به على أعتاب المركز الثالث. وفي ما يتعلق بالإنتر فإنه أشبه بماريو مونتي الذي كان يعد الإيطاليين بتحقيق كثير من الإنجازات دون أن ينفذ شيئا ملموسا. وهناك أيضا فريق كاتانيا الصغير الذي وصل لمنطقة الحكم بشكل مفاجئ جعله يشبه بيبي غريللو مفاجأة الانتخابات الإيطالية. ويتميز فريق كاتانيا بالهجوم الجماعي والمنظم الذي قاده إلى منطقة هامة في ترتيب الدوري حيث لا يفصله عن المركز الثالث سوى خمس نقاط وهو ينتظر الإنتر على ملعبه يوم غد الأحد ويسعى للفوز عليه حتى يأخذ مكانه في الترتيب. ولم يحسن الكثيرون تقييم قوة فريق كاتانيا وهو خطأ كبير مثل الخطأ الذي ارتكبه الكثيرون بالتقليل من أهمية وقوة غريللو وحزبه في الانتخابات. ولعل أوجه التشابه بين كاتانيا وغريللو لا تقتصر على هذا. فكثير من الناخبين الذين منحوا صوتهم وثقتهم لغريللو يطالبونه بتخفيض قيمة الأموال التي يتم إنفاقها على السياسة، وهو نفس ما فعله نادي كالياري عام 1970 ونادي فيرونا عام 1985 عندها فازا بلقب الدوري بفضل الاهتمام بالأداء على حساب النجوم أصحاب الرواتب الخيالية. ولهذا ينبغي عدم تكرار أخطاء الأندية الكبرى. لقد أنفق نادي الإنتر ستة ملايين يورو لشراء ألفاريز الذي ظهر بمستوى مخيب للآمال، بينما أنفق كاتانيا نصف هذا المبلغ لشراء اللاعب المميز غوميز. وبينما يضحي زامباريني (الجار اللدود لكاتانيا) بلاعبي ومدربي نادي باليرمو من حين لآخر، نجح بولفيرنتي رئيس كاتانيا في الحفاظ على لاعبيه المميزين (مثل لودي) ومنح فريقه الاستمرارية والاستقرار ليتألق تحت قيادة ماران ويستمر في المشروع الفني الذي بدأه مونتيلا. ولا يمتلك ماران فريقا من طراز خمسة نجوم «اسم الحزب الذي يتزعمه غريللو»، لكنه يمتلك مجموعة من اللاعبين أصحاب الحماس والدوافع الكبيرة. إن اللعب والشراء بشكل أفضل هما أساس النجاح الذي يعتمد عليه نادي كاتانيا وحقق بفضله موقعا أفضل مما يتصور الجميع في الدوري. ولعل فريق كاتانيا لن يفوز بالدوري لأن الدوري على عكس السياسة يحتاج لأغلبية ساحقة لا يمتلكها سوى اليوفي. فكونتي ورجاله هم أصحاب أفضل دفاع وأفضل هجوم (بغض النظر عن الأهداف الاعتبارية أمام فريق روما) ويتفوقون بست نقاط على صاحب المركز الثاني. ولهذا يمتلك اليوفي الأرقام اللازمة للحكم. وهو معتاد على ذلك بعد أن اكتسب خبرة لا بأس بها في الموسم الماضي.