الأوهام السوداء

أحمد صادق دياب

TT

* حتى هذه اللحظة أعترف بأنني عجزت عن فهم الطريقة التي تفكر بها إدارات الأندية حيال تعاقداتها الجديدة، سواء مع اللاعبين أو المدربين. ولا أدري ما الجديد فيها، سوى أنها ذكرتني باللعبة التي لم نكن نملك غيرها في الصغر، وهي لعبة السلم والثعبان، حيث يمكن أن تنزلق إلى البداية من جديد قبل لحظة التتويج الكبرى.

* قال أحدهم إنني لم أستفد من السنوات الطويلة التي عشتها على أوراق الصحف الرياضية، في الوقت الذي تمكن فيه صغار من تجاوز الأسوار، وتحقيق ما عجز جيل كامل عن تحقيقه «من النواحي المالية». ضحكت كثيرا، واتفقت معه فيما قال، فبعضهم قدم إلى الصحافة ممتطيا المقعد الخلفي لدراجة هوائية، ويعض طرف «الشماغ» بين أسنانه، بينما تحول لون الثوب الذي يرتديه إلى أصفر فاقع من أثر الاستخدام، ولكنه اتكأ على الجانب الذي يليق به، وباع كثيرا مما يصعب بيعه، فملأ جيوبه، وتعلم القيادة وركب السيارة الفارهة، وتزوج وأثث منزل الزوجية، وحصل على المصروف اليومي، كل ذلك من «المبذرين»، الجوعى للمديح، الباحثين عن سترة عورة أعمالهم بأمثال هؤلاء، فأفرغ مداد قلمه مدافعا ومهاجما.. بارك الله لنا فيما أعطانا، وبارك لهم فيما رضوا على أنفسهم به.

* في كل يوم يؤكد الأمير فيصل بن تركي بن ناصر أنه المنقذ القادم والمؤسس الثاني للنصر.

* لا يمكن أن يعيش صاحبي «المتعب» من دون أن يكون طرفا في قضية.. هذه المرة ربما تكون شائكة أكثر مما توقع لها.

* قال مرة سأحارب من أجل الاحتفاظ بالمنصب ولو اضطررت إلى عمل ما لا يمكن تصوره، وأعتقد أن هذا الأمر قد حدث؛ لأنني أرى وأسمع ما لم أكن أتوقعه.. خسارة وألف خسارة!

* صديقي عويد الشمري مصاب بمرض خطير جدا هذه الأيام اسمه «الاتحاد».. أعراضه تتمثل في زيادة حدة التناقضات الصادرة، وضبابية الصورة العامة، وضعف التنسيق، وانعدام الرؤية، والأخبار غير الرسمية المزعجة، والشائعات القاتلة، وكثرة الظهور الإعلامي، وتعدد مصادر الأخبار، وتبني أدوار البطولة، والتحفز الدائم للهجوم. أحيانا يمكن أن ترى أملا بارقا في عين هذا المتيم، ولكنه سرعان ما يغوص في واد من الأوهام السوداء التي تعصف بخياله وترسله إلى بئر عميقة من الخوف من المستقبل، فيسرح بخاطره في القادم للاتحاد وليس الماضي.. شفاك الله يا «أبا محمد».

* أعرف كثيرين قدموا إلينا من الدول العربية المجاورة للعمل في المجال الإداري، أو التسويق، أو حتى فني كهرباء، أو سباك، أو عامل، وتحولوا إلى كتاب أعمدة ينظرون في رياضتنا، وعادوا إلى بلادهم وقد اكتسبوا من الخبرة ما يكفيهم لأن يدعوا أنهم كانوا قادة في الأقسام الرياضية لدينا، وأنهم كانوا ممن يسيرون الرأي العام الرياضي لدينا، وتربطهم صلات وثيقة بصناع القرار الرياضي.